شبكة المعلومات العربية التربوية

تناولت هذه الدراسة قضية الديمقراطية في الجامعات العربية انطلاقا من قضية المسؤولية المدنية للجامعة ودورها في تعزيز الديمقراطية. بعد مراجعة الأدبيات وتحديدات مفهوم الديمقراطية سعت الدراسة للإجابة عن التساؤل التالي: هل يوجد ما يدّل على توافر الديمقراطية في خطاب الجامعات العربية؟ وفي ممارساتها؟ وفي مقرراتها ومناهجها الدراسية؟ وقد ارتكزت الدراسة على العمل الاستقصائي الذي قامت به الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية، حيث تم تجميع بيانات تهمّ الديمقراطية في خطاب الجامعات العربية من المواقع الإلكترونية لعينة من 36 جامعة عربية في 18 بلدا عربيا. ومنها تكونت مادة تحليل فيها أمثلة مدققة وموثّقة عن كل دلالة من دلالات الديمقراطية مع تحديد اسم الجامعة وهوية المتكلّم، ووتيرة ظهور كل دلالة تبعا لهوية أصحاب الخطاب ولطبيعته (رسالة الجامعة، رؤيتها، الأهداف، الخطة..) ثم بحسب القطاع الجامعي (رسمي وخاص) ثم بحسب البلدان. قسّمت الدراسة إلى ثلاثة أقسام مخصصة لعرض النتائج ومناقشتها وذلك بالتركيز على تجسّدات الديمقراطية تصورا في خطابات الجامعة عن نفسها، وممارسة في أنشطتها الأكاديمية وغير الأكاديمية، وفي مناهجها وبرامجها ومقرراتها الدراسية. على وقع المرور من الخطاب حول الديمقراطية في الجامعات العربية إلى الأنشطة المتعلقة بها وصولا إلى حضورها في المناهج، ظلت الأقسام التحليلية المتتالية تنتقل في اتجاه معطيات أقل فأقل دلالة. فقد تبين في القسم الأول على أنه كلما كانت الجامعة عريقة وتحررية في نظامها التعليمي وموجودة على الأغلب في المشرق العربي (مصر ولبنان وفلسطين والأردن) كان الخطاب الجامعي في الديمقراطية واضحا وحاسما وذا صبغة استراتيجية. وتبيّن في القسم الثاني أنّه عند الانتقال من الخطاب إلى الممارسة يظهر ضمور أكبر في حضور الديمقراطية فعلا والتباس أكبر في دلالتها، فالأنشطة المكرّسة للديمقراطية في الجامعة تتناقص عند المرور من أعمال الندوات والمؤتمرات إلى أعمال أقرب إلى التطبيقية. أما في المستوى الثالث فقد تبيّن غياب للديمقراطية في مناهج الجامعات العربية ومقرراتها ودروسها. (شمعة)