شبكة المعلومات العربية التربوية

تبحث هذه الدراسة في حقيقة الدور الذي تقوم به الجامعات العربية في سبيل تنشئة جيل ملتزم تجاه قضايا مجتمعه المدني، ويؤدي دورا فاعلا في هذا الخصوص. من هنا انتقلت الدراسة لفحص ما يجري داخل الجامعات العربية حول حقيقة الدور الذي تؤديه مؤسسات التعليم العالي التي ترفد المجتمع بأفواج من الخريجين تتزايد سنويا، يحملون معهم - بالإضافة إلى المعارف والمهارات والقيم في مجال اختصاصهم – قيماً ومهارات ومعارف يستخدمونها في القيام بأدوارهم المجتمعية والمدنية المختلفة، ونزوع هؤلاء أنفسهم نحو ظاهرة المشاركة في النزاعات العنفية، الأمر الذي يستدعي التأكد من طبيعة مساهمة مؤسسات التعليم العالي ونوعيتها في ثقافة الأجيال وقيمهم ومعارفهم. تتوقف حدود هذه الدراسة في مرحلتها الأولى عند مدى حضور الالتزام المدني بمفاهيمه المختلفة في خطاب الجامعات، وبشكل أوضح مدى مشاركة الجامعة في الحياة المدنية وفق ما ورد في الخطاب، لتنتقل بعدها في القسم الثاني إلى تحليل المناهج في ضوء هذه المحددات، والوقوف بداية عند البرامج التي أدرجتها الجامعات ضمن مناهج كلياتها وأقسامها والتي تعكس اهتمامها وجدّيتها في تبني الشأن المدني، لتصل بعدها إلى إحصاء المقررات التي تعتمدها هذه الجامعات وتغطي مفاهيم متنوعة تعزز الالتزام المدني لدى الطلاب وما تمثله هذه المقررات من أرصدة. خلصت الدراسة إلى ما يأتي: 1) إن توقيع الجامعات على إعلان تالوار لم يتجسَد إجرائيا على المستوى المطلوب لتحقيق أهداف هذا الإعلان. 2) إن الانطواء تحت تحالف معاً لم يُرتب على الجامعات أي التزامات جدّية تؤدّي إلى تقديم نموذج عن الجامعة الملتزمة مدنيا. 3) إن إدراج معان تشير إلى الالتزام المدني لم يدلّ بالضرورة أن هذه الجامعات تقصد هذا المعنى أو تعنيه على وجه الخصوص، وتبيّن ذلك نتيجة التدقيق. 4) عند الانتقال من الخطاب إلى البرامج ومن ثم المقررات تضاءل تدريجيا حضور معاني الالتزام المدني، أي أن الجامعات العربية لا تؤسّس مناهجها وبرامجها بوعي وتخطيط لتنشئة جيل لديه التزام مدني. 5) إن جامعات القطاع الخاص أظهرت اهتماما بمعاني الالتزام المدني أكثر منها لدى جامعات القطاع الرسمي، وذلك يعود إلى الجامعة الأميركية في بيروت والكويت ومصر المدرجة في العيّنة والتي أثّرت في تقدم نتائج القطاع الخاص لتتقدم على نتائج القطاع الرسمي. 6) يتوصل الاستنتاج العام إلى أن موضوع الالتزام المدني هامشي في مناهج الجامعات ومقرراتها وبرامجها وإن كان كلام الخطاب أوسع، وأن الالتزام المدني ليس من المقررات التي تحرص الجامعة على تدريسها، وهذا لا يعكس توجها جديا أو تبنيا فعليا لهذه القضية التي تمّ الإعلان عن مناصرتها. (شمعة)