شبكة المعلومات العربية التربوية

سعت الدراسة إلى الإجابة عن التساؤل الآتي: كیف تجلت النظرة إلى الطبیعة البشریة في الفكر الفلسفي لعصر التنویر؟ بعد معالجة الدراسة من خلال عدة فصول، واستخدام منهج التحلیل والمقارنة، خلُصت الدراسة بعدة نتائج، أهمها: 1) وجود اتفاق حول أهمیة التربیة ودورها في تنمیة الطبیعة البشریة وإظهار مكوناتها الخیِّرة، وإثبات حریتها. 2) من خلال الدراسة لأفكار فلاسفة عصر التنوير، وُجد أن روسو كان تربویا أكثر من أقرانه، فكانت لنظریته التربویة انعكاسات واضحة على طرائق التدریس، كالطریقة التفاعلیة، وعصف الدماغ التي تؤكد مبادئ الحریة وفاعلیة المتعلم. 3) النظریة التربویة لكل من الفلاسفة تمتاز بجوانب مشرقة أسهمت في التطور، ولكنها في الوقت نفسه تشكو من بعض نقاط الضعف، حیث إن اهتمام هلفستیوس ودفاعه عن المصالح الفردیة شكل تهدیدا لبعض جوانب الحیاة الاجتماعیة كالأخلاق مثلا، في حین اهتم روسو بالطبیعة والأخلاق، وانتقد العلوم والفنون والسلبیات التي أفرزتها التطورات الصناعیة. 4) الطبیعة البشریة عند فولتیر لها مكونات ثابتة، وهي لا تتحكم في صناعة مكوناتها ولكنها تملك القدرة للسیطرة على هذه المكونات، وهنا یأتي دور التربیة في تنمیة الطبیعة البشریة والتحكم بمكوناتها، وعند روسو ثنائیة،وعند هلفستیوس ذات طبیعة حسیة. 5) نادى فولتیر بالحریة الدینیة المطلقة، والحریة الاجتماعیة المسؤولة تحت سیطرة القوانین، في حين نادى روسو بالحریة المطلقة، وخالف دولباخ الذي نفى أن یكون هناك حریة مطلقة للإنسان لأنها محدَّدة ضمن إطار المجتمع، الذي یوفر الحمایة للحریة المعقولة، في حین أكد هلفستیوس على تساوي جمیع الناس بالحریات والحقوق، مع خضوعهم للقوانین العامة .(ملخص المؤلف بتصرف)