شبكة المعلومات العربية التربوية

تعرّف الرؤى الاجتماعية والأخلاقيّة والتربويّة في شعر أبي العلاء المعرّي والاطّلاع على نتاجه ومحاولة فهم فكره وسلوكه ونظراته الثاقبة ونقده للمجتمع. فوقع الاختيار على تحليل ديوان اللزوميات الذي يحمل أخصب تجاربه وفلسفته أو تفكيره الفلسفي بالإنسان المعاصر. وتبين من خلال التحليل ما يلي: 1) ضمّن المعري شعره نظرات عميقة وجريئة سلّطها على عيوب مجتمعه ومثالبه ولم يلامس شعره قضايا مجتمعه من الخارج فحسب لكنّه تعمّقها كما استمد ملامح أدبه من جماع التجربة الإنسانيّة التي عاشها بتكوينه الثقافي والاجتماعي والسيكولوجي. 2) على الرّغم من عزل المعرّي عن مجتمعه وابتعاده عن الانغماس في الحياة الاجتماعية أو انشغاله بما يشغلهم، فإنّه لم يكن بمعزل عن الحياة بل شمل أدبه نقدًا للحياة الاجتماعية وللمجتمع وسلوكياته فضلاً عن دعوته إلى الالتزام بالقيم والمبادئ العربية الإسلاميّة والأخلاق السامية. 3) عاصر المعرّي العهد العباسي وما واجهته الشخصيّة العربيّة من تحديّات اجتماعية أو سياسيّة في تلك المرحلة حيث شهد هذا العصر تطوّرًا واسعًا شمل أغلب مناحي الحياة كالعادات الاجتماعية والقيم المتوارثة فتغرّبت بعض معالم الشخصيّة الإسلاميّة المتمثّلة في سلوك الناس وطباعهم ممّا جعل المعرّي يصوّرها ويسلّط الضوء عليها، فجاءت بعض أشعاره مرآة لتلك العيوب. (شمعة)