Arab Educational Information Network

تحتل مسألة التفكير في علم النفس وفي العلوم الأخرى مكانة رئيسة، لأن مهمة التفكير تكمن في إيجاد حلول مناسبة للمشكلات التي تواجه الفرد في المجتمع والتي تتجدد باستمرار مما يدفعه للبحث دوماً عن طرق وأساليب جديدة تمكنه من تجاوز الصعوبات والعقبات وتقليص أضرارها إلى أدنى حد ممكن، إذ إن طبيعة العصر الذي نعيشه يحتاج إلى مفكرين غير تقليديين، بل مفكرين حاذقين يتميزون بمهارات يستطيعون من خلالها التكيف مع هذا التغيير والتطور المعرفي السريع. والتفكير الحاذق يقدم مساعدة كبيرة للطلبة، فهو يساعدهم على أداء أعمالهم بشكل أفضل والوصول إلى حلول وبدائل جديدة وغير معروفة سابقاً عند حدوث مشكلة ما، إذ يتطلب مزيداً من الخبرة والتدريب والتعليم المستمر لتحقيقه، ومن الضروري استثمار طاقات الطلبة بالشكل الأمثل والتحول بطرق التعليم من الحفظ والتلقين إلى طرق تقوم على تعليمهم كيفية معالجة المعلومات وإنتاج وإعادة إنتاج معارف، موضوعية دقيقة وشاملة، وتمكينهم من الإفادة مما يتعلمونه لرفع الكفاية التعليمية. وبناء على ما تقدم يهدف البحث التعرف على: 1) مستوى التفكير الحاذق لدى طلبة المرحلة الإعدادية. 2) الفروق ذوات الدلالة الإحصائية في التفكير الحاذق تبعاً لمتغيري (الجنس- الفرع). 3) مستوى أساليب معالجة المعلومات لذوي التفكير الحاذق لدى طلبة المرحلة الإعدادية. 3) الفروق ذوات الدلالة الإحصائية في أساليب معالجة المعلومات لذوي التفكير الحاذق تبعاً لمتغيري (الجنس- الفرع). 4) العلاقة بين التفكير الحاذق وأساليب معالجة المعلومات لدى طلبة المرحلة الإعدادية. 5) إسهام أساليب معالجة المعلومات في التفكير الحاذق. ويتحدد البحث بطلبة الصف الرابع الإعدادي للدراسة الصباحية من كلا الجنسين ،ومن الفرعين (العلمي والأدبي) في المدارس الثانوية والإعدادية، التابعة لمديرية الكرخ الأولى / محافظة بغداد للعام الدراسي (2014- 2015). وتحقيقاً لأهداف البحث قامت الباحثة بالآتي: 1) بناء مقياس التفكير الحاذق، ويتكوّن من 60 فقرة بصيغته النهائية، وقد استخرجت الباحثة للمقياس الصدق والثبات. 2) تبني مقياس (شمـك 1981، Schmeck) والمعرب من قبل (حمادي 1997) لأساليب معالجة المعلومات، ويتألف من أربعة مقاييس فرعية ومكون من 43 فقرة، وقد استخرجت الباحثة الصدق والثبات للمقياس. وقامت الباحثة بتطبيق مقياس التفكير الحاذق على عينة البحث البالغة 500 طالب وطالبة تم اختيارهم بالطريقة الطبقية العشوائية، وبعدها طبقت مقياس أساليب معالجة المعلومات على الطلبة من ذوي التفكير الحاذق، والذين بلغ عددهم 153 طالباً وطالبة من عينة البحث الأصلي. وتوصلت الباحثة إلى النتائج الآتية: 1) إن طلبة الصف الرابع الإعدادي لديهم تفكير حاذق. 2) تتمتع الإناث بالتفكير الحاذق بدرجة أعلى من الذكور. 3) يتمتع طلبة الفرع العلمي بالتفكير الحاذق بدرجة أعلى من طلبة الفرع الأدبي. 3) يتميَّز طلبة الصف الرابع الإعدادي الذين لديهم تفكير حاذق بامتلاكهم أساليب معالجة المعلومات. 4) عدم وجود فروق دالة إحصائياً لدى طلبة الصف الرابع الإعدادي من الذكور والإناث في أساليب معالجة المعلومات. 5) عدم وجود فروق دالة إحصائياً لدى طلبة الصف الرابع الإعدادي من كلا الفرعين العلمي والأدبي في أساليب معالجة المعلومات. 6) وجود علاقة ارتباطية بين التفكير الحاذق وأساليب معالجة المعلومات. 7) تسهم أساليب معالجة المعلومات مساهمة ذات دلالة إحصائية في التفكير الحاذق. وفي ضوء هذه النتائج ثبتت الباحثة عدداً من التوصيات، منها: 1) ضرورة مساعدة الطلبة على اكتساب أساليب معالجة المعلومات لتتناسب مع متطلبات العصر الحديث، ولتحقيق المستوى المطلوب من التفكير الحاذق بشكل أفضل. 2) زيادة اهتمام النظام التعليمي في إعداد الطلبة على أساس كيف يفكر، وكيف ينظم معلوماته. وثبتت الباحثة عدداً من المقترحات منها: 1) إجراء دراسة مقارنة على عينة طلبة (المدارس الأهلية، مدارس المتميزين). 2) إجراء دراسة عن أساليب معالجة المعلومات وعلاقتها بالمعتقدات المعرفية. (ملخص المؤلف)