شبكة المعلومات العربية التربوية

هدف هذا المقال إلى تقديم بعض الاضاءات النظرية والتطبيقية لفهم واستيعاب مفهوم الميتا-معرفية، كمكون رئيس ومركزي، ضمن بنية البراديغم المعرفي. ذلك في محاولة للتعريف بالتعلم الميتا-معرفي، وأهميته التربوية وقيمته البيداغوجية في عملية تطوير القدرة على التعلم، وتجويد التعلمات المدرسية. وقد ظهر من خلال المقال، أنه ليس من السهل الإمساك بمفهوم التعلم الميتا-معرفي، نظرا لتعدد تعاريفه ودلالاته في حقول السيكولوجيا المختلفة، مما يطرح عددا من الصعوبات والتعقيدات، خاصة في الجانب الخاص بالخلفيات النظرية للمفهوم، والمتعلقة بطبيعة هذا النشاط وتوصيفه، حيث تميل بعض الدراسات إلى وصف النشاط الميتا-معرفي بالحالة النهائية من الوعي بالذات، بينما حددته دراسات أخرى باعتباره سيرورة عملية إجرائية توجه وتتحكم في العمليات المعرفية الأخرى. ولهذا، ركّز المقال على ضرورة عدم الأخذ بمقاربة واحدة ووحيدة لتصريف وأجرأة مكونات التعلم الميتا-معرفي ديداكتيكيا وبيداغوجيا، في وضعيات التعليم والتعلم المختلفة داخل الوسط المدرسي. وبالرغم من أن كثيرا من الدراسات التربوية الامبريقية / التجريبية في البلدان الغربية، بينت القيمة التربوية للتعلمات الميتا-معرفية في الوسط المدرسي، وأهميتها الكبيرة في تنمية وتطوير القدرة على التعلم لدى المتعلمين، خاصة أولئك الذين يعانون من صعوبات تعلم وانجاز المهام المدرسية. فان نصيب هذا النوع من التعلمات المدرسية في الممارسات البيداغوجية والصفية في الوطن العربي ما يزال دون المستوى المطلوب، نظرا لعدة عوامل، لعل أهمها: غياب مقومات وأسس السيكولوجية المعرفية في هندسة المناهج التعليمية، والاستغراق إلى حد الهيمنة في الاعتماد على المرجعيات الابيستمولوجية في إعداد المقاربات الديداكتيكية. كما أن غياب، وأحيانا تناقض مدخلات منهاج التعليم مع مخرجاته، ونمطية السيرورات les processus العملية، الخاصة بأنشطة المدرسين داخل الفصول الدراسية تعكس هذه الحقيقة. (شمعة)