شبكة المعلومات العربية التربوية

تناولت هذه الورقة العلاقة التي تربط التربية بالعلوم العصبية أو ما يسمّى بالنوروتربية، التي ترى أن عمليات التعلم تساهم في تغيير بنية الدماغ واقتراناته العصبية، هذا في الوقت التي تمكنت العلوم العصبية من تحديد المناطق المتخصصة والمسؤولة عن أنشطة التعلم عند الطفل من قراءة وكتابة وحساب. كما ركّزت الورقة على المقاربة النورولوجية لاكتساب اللغة والتي ترى أن الطفل لا يولد صفحة بيضاء، وإنما يمتلك رصيدا كبيرا من الخلايا والمشابك العصبية التي تشكلت منذ المرحلة الجنينية. وبالتالي حاولت الورقة الإجابة على الأسئلة التالية: كيف يتعلم الدماغ مهارة الكتابة؟ ما المناطق العصبية التي تشتغل وتنشط أثناء تعلم الطفل قراءة الرموز والحروف والكلمات؟ استنتجت الورقة أن المعطيات والوقائع العلمية التي توصلت إليها العلوم العصبية، منحت المتخصصين في قضايا التربية، الحجج والبراهين العلمية لمعالجة القضايا التربوية الشائكة، مثل البحث عن المقومات المعرفية والخاصيات النورولوجية المعتمدة في إدراك الطفل للأصوات، وتمييزه للفروق بينها، وإنجازه لمهام التقطيع الصوتي أو تركيب العناصر الفونولوجية للوحدات الدالة. وكذلك، الكشف عن مختلف الاستراتيجيات التي يوظفها الطفل في تعلمه لمهارتي القراءة والكتابة، وما يرافقهما من قدرات: كالإنجاز النطقي والاستجابة الحركية والانتباه والإدراك والذاكرة. إن الإجابة على السؤال المركزي: كيف يتعلم الدماغ؟ مكّن التربويين من تفسير أسباب وتشخيص صعوبات التعلم، ورصد أهم الأسباب الكامنة وراء أخطاء، dyslexie عسر القراءة الكتابة الإملائية. كما ساعد الباحثون والمتخصصون في قضايا التربية من اقتراح برامج مدرسية مناسبة وطرائق تعليمية صالحة لسن الطفل وقدراته المعرفية، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية اللسانية والفونولوجية التي تتميز بها اللغة العربية. (شمعة)