شبكة المعلومات العربية التربوية

للعنف في العصر الحديث أشكال عدة، أهمها ظاهرة العنف الفكري، تلك الظاهرة التي طغت بشكل واضح وملحوظ في عصرنا الراهن؛ حيث تعد هذه الظاهرة من أنواع العنف المَرَضي، الذي يقترب - في الكثير من صوره وأهدافه - من السلوك الإجرامي. وقد هدفت الدراسة الحالية إلى تعرف العوامل التربوية المؤدية إلى انتشار الفكر التكفيري عند الشباب من وجهة نظر طلاب جامعة الملك فيصل، وبلغت عينة الدراسة (300) طالب وطالبة، تم اختيارهم بطريقة عشوائية من مجتمع الدراسة الأصلي (طلاب جامعة الملك فيصل بالأحساء، الفصل الدراسي الثاني 2009م/2010م، المسجلين في الكليات العلمية والأدبية، البالغ عددهم 3022 طالبًا وطالبة). تمثلت أداة البحث في استبانة ثم حساب صدقها وثباتها، وتكونت من (52) فقرة غطت أربعة محاور رئيسة هي: (المعلم – المنهاج – الطالب – البيئة التربوية)، واستخدام المنهج الوصفي في إجراءات الدراسة. وقد أشارت النتائج إلى أن تأثير العوامل التربوية السلبية المؤدية إلى انتشار ظاهرة الفكر التكفيري عند الشباب من وجهة نظر طلبة جامعة الملك فيصل كان واضحًا؛ حيث كانت العوامل التربوية المتعلقة بالمعلم أكثر العوامل المؤدية إلى انتشار ظاهرة الفكر التكفيري، بمتوسط (3.66)، ثم البيئة المدرسية، بمتوسط (3.64)، ثم المنهاج المدرسي، بمتوسط (3.46)، وأخيرًا الطالب، بمتوسط (3.43)، وبينت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لانتشار ظاهرة الفكر التكفيري تعزى لمتغيري الجنس، والتخصص. وأوصت الدراسة بإكساب المعلم القيم الإيجابية ليقوم بنقلها لطلابه، وتطوير المناهج الدراسية لمكافحة التطرف الفكري، واستثمار وقت الفراغ لدى الطلبة فيما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع. (ملخص المنشور)