شبكة المعلومات العربية التربوية

تعد مصاحبة المفكر التربوي "محمد أحمد الغنام" في مقالاته العلمية رحلة علمية ممتعة، خاضتها الباحثة للتعرف على فكره، وتصوراته، ووصفه الدقيق للنظم التربوية في البلدان العربية خلال فترة السبعينيات الميلادية من القرن العشرين؛ والغرض من ذلك الاستفادة من هذا التراث العلمي في تطوير واقع النظم التربوية، وإدارتها في البلدان العربية. وقد أشارت الباحثة في الجزء الأول من الدراسة إلى مشكلة الدراسة، وأهميتها، وأهدافها، ومنهج الدراسة، ومجتمع الدراسة وعيّنتها. وتضمن الجزء الثاني وصفاً لواقع النظم التربوية وإدارتها في البلدان العربية في السبعينيات الميلادية، كما رصدته مقالات محمد أحمد الغنام؛ وانتهى الجزء باستنتاج الباحثة أبرز سمات وخصائص هذه النظم، وبلورتها في صورة مركّزة، فمن سماتها: عدم وضوح السياسات التعليمية، والعجز عن تحقيق الأهداف التي تنشدها البلدان العربية، وشيوع النمط المركزي في إدارة التعليم، واعتمادها الكلي على التمويل والدعم المادي من النظم السياسية، والاهتمام بالتعليم النظري والأكاديمي على حساب التعليم المهني. واستنتجت الباحثة أن التشابه بين الخصائص والمشكلات والسمات التي اتصفت بها النظم التربوية وإدارتها في السبعينيات الميلادية من القرن العشرين لا يزال موجوداً في النظم التربوية العربية وإدارتها في القرن الحادي والعشرين، ومن مجالات التشابه على سبيل المثال: عجز التعليم عن إعداد الفرد للحياة وتحقيق الأهداف والطموحات الكبرى مثل: تحقيق ديمقراطية التعليم، والعجز عن القضاء على الأمية خاصة بين الإناث وفي القرى والأرياف، وعجز النظم التربوية في الماضي والحاضر عن تطبيق المفهوم الجديد للتربية بتحول وظيفة التعليم من النقل الثقافي والتكيف مع الحاضر ومشكلاته إلى صنع إنسان المستقبل. ولقد ساعدت قناعة الغنام بالعلاقة الوثيقة بين التجديد التربوي والتنمية على بلورة عدد من المقترحات، التي من شأنها القضاء على السمات والخصائص السلبية في النظم التربوية وإدارتها، بما يؤدي لتطوير مستقبل التربية في البلدان العربية، وتحقيق أغراض التنمية تبعاً لذلك. وقد لخصت الباحثة في الجزء الثالث هذه الآراء والمقترحات؛ وأوردت في الجزء الرابع استشهادات من الفكر الإداري التربوي للغنام مثل: الاقتراح بتطبيق إستراتيجية التجديد التربوي الشامل، وتطبيق مفهوم المدرسة المنتجة وإدخال التكنولوجيا العقلية إلى الإدارة التعليمية، وذلك لمعالجة بعض من المشكلات والقضايا والخصائص غير الإيجابية في النظم التربوية العربية المعاصرة التي أشارت إليها إستراتيجية تطوير التربية في البلدان العربية لعام 2006م، أو أشارت إليها الأدبيات التربوية والدراسات العربية التي تناولت النظم التربوية وإدارتها في البلدان العربية. وأوصت الدراسة بعدد من التوصيات منها: إجراء دراسات تتناول وصف النظم التربوية وإدارتها في البلدان العربية في فترات أخرى من القرن العشرين، والإفادة من منهجية الدراسة أو المعلومات المتوافرة فيها في إجراء دراسات تحليلية عن بعض المشكلات والممارسات الإدارية والتربوية في النظم التربوية المعاصرة. (الملخص المنشور)