شبكة المعلومات العربية التربوية

تناولت هذه الورقة الكتاب المدرسي باعتباره من بين أقدم الوسائل التعليمية التي اعتمدها المربون في نقل الموروث المعرفي البشري والخبرات التقنية والاجتماعية. وقد حاولت الورقة الإحاطة بهذا الموضوع من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: كيف يكون الكتاب المدرسي آلية من آليات النقل الديداكتيكي؟ هل النقل الديداكتيكي عملية مؤسسية محايدة تقف عند حدود المعارف العالمة، وتفسر بالتالي بالمنطق السيكولوجي والمؤسسي للتربية والتكوين وبيداغوجيا التعلم والتدريس؟ أم هو عملية معقدة يتطلب فهمها العودة إلى المنطق الاجتماعي الموسع للتكوين والتربية على القيم الثقافية حول الفرد والمجتمع، وما يستدعيه هذا المنطق من تمثلات وتقويمات حول الذات والهوية والآخر والعلاقات الاجتماعية؟ من هذا المنطلق، كشفت التحليلات أن الكتاب المدرسي يخضع لآليات متعددة ومتعارضة، من هنا يتعين إحداث تغيير في وظائفه، فهو نتاج مدرسي يحمل بشكل أو بآخر خطاب المدرسة حول التعلم والتكوين واكتساب المهارات والمعارف. كما أنّه قبل ذلك صيغة مدرسية من المفروض أن تفتح للمتعلم خارج حدود المدرسة، وتمكنه من ولوج مجال المعلومة العلمية والأدبية والتقنية والانفتاح على القيم الكونية للمواطنة المسؤولة. (شمعة)