شبكة المعلومات العربية التربوية

تناولت هذه الورقة علوم التربية باعتباره ميدانا يثير العديد من الأسئلة المتعلقة بالتعريف، والتسمية والتعددية والعلاقات القائمة بينها كعلوم تربوية، وذلك لسبب رئيس هو أنها علوم متداخلة، متعاونة، ومنفتحة. من هنا، تمّت معالجة هذا الموضوع من خلال الأسئلة التالية: ما هي المفارقة التي تثيرها تسمية علوم التربية؟ ما مبرر تعددية هذه العلوم؟ ما هي أهم تصنيفاتها؟ ما حدود العلاقات القائمة بينها؟ ما مدى علميتها؟. تتميز علوم التربية من حيث التسمية، باختلاف الدارسين وعدم اتفاقهم حول تعريف واحد موحد وشامل لها. فموضوعها هو دراسة الظواهر والأفعال والوضعيات والمواقف التربوية في مجالاتها المختلفة وحسب أبعادها النفسية والاجتماعية والبيولوجية والديداكتيكية وغيرها. أما بالنسبة إلى إشكال التعددية، فهذا يثير إشكالا إبستمولوجيا يتعلق بكيفية الجمع بين المقاربات العلمية المختلفة حتى يكون لعلوم التربية وضع إبستمولوجي منسجم مع خصوصيتها المتداخلة والمتعددة المعارف. أما إشكال التصنيف في العلوم التربوية، فقد تمّت معالجته في هذه الورقة من خلال عرض لتصانيف قام بها عدد من الباحثين التربويين مثل تصنيف Avinzini، وتصنيف كلية علوم التربية بالرباط، ثم تصنيف Mialaret. كما عرضت الورقة لإشكال العلاقة بين علوم التربية: فلسفة التربية، سوسيولوجية التربية، علم النفس التربوي، تاريخ التربية، التربية وعلم السياسة، علاقة التربية بعلم الاقتصاد، الأنتربولوجيا، والبيولوجيا. أما إشكال العلمية والمقصود به أن تكون خاضعة لمقاييس العلم الصارمة على مستويات الموضوع والمنهج والجهاز المفاهيمي، فقد تمّ التشكك في مدى علمية علوم التربية بشكل عام، وترجع أسباب هذا التشكك إلى عاملين اثنين هما: صعوبة التحكم في التربية باعتبارها فنا أو صناعة تكونت من مجموع التجارب الإنسانية المكتسبة ومن المهارات الموروثة وبالتالي، فهي ليست تقنية بالمعنى العلمي الدقيق للكلمة، بل هي ممارسة تستهدف تحقيق غايات وقيم. كما أنّه يصعب إعطاء وصف وتفسير علمي دقيق لموضوع علوم التربية بواسطة أدوات وأساليب العلوم البحثية لأنّ هذا الموضوع متعلق بالقيم والغايات وليس عبارة عن أفعال كما هو الشأن في البيولوجيا والفيزياء. (شمعة)