شبكة المعلومات العربية التربوية

ويهدف البحث إلى تحديد مفهوم العمل التطوعي وأبعاده التربوية، وبيان أهمية البعد الإنساني للعمل التطوعي، ومعرفة التأثيرات الإيجابية والسلبية للعولمة على العمل التطوعي في بعده الإنساني، وبيان موقف مؤسسات التربية الإسلامية من تأثيرات العولمة على البعد الإنساني في العمل التطوعي. إستخدم الباحث المنهج الوصفي الوثائقي في الإجابة عن تساؤلات البحث. وفي ضوء أهدافه وتساؤلاته توصل البحث إلى النتائج التالية: 1) إن البعد الإنساني يشكل جوهر العمل التطوعي الحقيقي الذي يدفع نحو استهداف الإنسان، وحفظ كرامته وتحقيق إنسانيته، وهو ما ينسجم مع مقاصد الإسلام من التطوع ويعبر عن أصالة العمل التطوعي في التربية الإسلامية. 2) المفهوم الإسلامي للعمل التطوعي ينطلق من اعتبار التطوع مقصودا لذاته ويتجه نحو الإنسان بصرف النظر عن أي اعتبارات مادية أو معنوية ابتغاء للأجر والثواب من الله وتلك قيمة إضافية متميزة. 3) أثرت العولمة كظاهرة كونية معاصرة عبر آلياتها المختلفة على العمل التطوعي وبخاصة في بعده الإنساني وأحدثت تغييرا في مفهومه ومضمونه وأساليبه وإجراءاته سلباً وإيجاباً. 4) أحدثت العولمة تأثيرا سلبيا بالغا على البعد الإنساني في العمل التطوعي، ومن أبرز مظاهره ما يلي: أ) ازدياد وتفاقم المعاناة الإنسانية المتمثلة في زيادة الفقر وارتفاع معدلات البطالة وبروز ظاهرة استغلال الأطفال، وإقصاء الشأن الإنساني لحساب الشأن الاقتصادي والسياسي. ب) تكريس مبدأ الغاية تبرر الوسيلة في البعد الإنساني فلم يعد -بسبب العولمة- البعد الإنساني هدفا للعمل التطوعي بل وسيلة لأهدافها الاقتصادية والسياسية والثقافية. ج) تراجع الاهتمام بالبعد الإنساني وتغير مفهومه بسبب تأثيرات العولمة على منظومة القيم والمبادئ واكتساحها، وفرض النسق المادي لقيم العولمة بدلا للشق الإنساني لفكرة التطوع. 5) للعولمة تأثيرات إيجابية وفي مجال العمل التطوعي برزت الإيجابيات التالية: أ) استثمار تكنولوجيا الاتصال والإعلام في مجال العمل التطوعي ونشر ثقافته وتوسيع دائرة المستفيدين منه، وتسليط الضوء على الحالات الإنسانية محليا وإقليميا وعالميا. ب) الإسهام بربط العمل التطوعي في عملية التنمية الشاملة واعتباره كقطاع رئيس في ذلك إلى جانب الدولة والقطاع الخاص. ج) توسيع دائرة التطوع وتحقيق استقلاليته وتنوع مصادره. 6) تقف التربية الإسلامية من تأثيرات العولمة موقفا متوازنا فهي تعمل على تفعيل المنهجية الإسلامية للعمل التطوعي من خلال فلسفة واضحة لمفهوم التطوع، كما تفيد من ايجابيات العولمة وما أنتجته من معطيات تقنية وفكرية تتوافق مع ثوابتها وفي ذات الوقت تعمل على الحد من تلك التأثيرات السلبية وقاية وإصلاحا عبر تنمية القيم وتفعيل المبادئ والمساهمة الفاعلة في كافة الجهود الفردية والجماعية المحلية والإقليمية والعالمية في مجال العمل التطوعي الإنساني. (الملخص المنشور)