شبكة المعلومات العربية التربوية

استهدفت الدراسة التعرف على واقع تطبيق المبادئ المحاسبية التعليمية في مكاتب التعليم، والتعرف على معوقات تطبيق المحاسبية في مكاتب التعليم من وجهة نظر أفراد الدراسة. ولتحقيق أهداف الدراسة وإجراءاتها تم استخدام المنهج الوصفي المسحي، وتمثل عينة أفراد الدراسة من مديري مكاتب التعليم ومساعديهم وعددهم (61) والمشرفين التربويين وعددهم (340) وبالتالي فإن المجموع الكلي هو (410)، وكانت أبرز النتائج ما يلي: 1) واقع المحاسبية في مكاتب التعليم بالمملكة العربية السعودية جاءت بدرجة متوسطة. أ) أن العاملين في مكتب التعليم يستطيعون الاطلاع على كافة اللوائح والأدلة. ب) توفر أجواء مناسبة لتأدية الأعمال. ج) وجود معايير خاصة بتقييم الأداء محددة واضحة. د) يتم تحري الموضوعية عند وضع تقارير المساءلة وتقييم الأداء للمشرف التربوي. ه) يتم مساءلة منسوبي المكتب بشكل مستمر. و) أن الإدارة العليا تؤمن بمبدأ مراجعة العمل وتصحيحه. ز) يتم تحديد مسؤوليات الموظفين بدقة. 2) معوقات تطبيق المحاسبية في مكاتب التعليم بالمملكة العربية السعودية جاءت بدرجة متوسطة، ومن أبرز تلك المعوقات: أ) قصور البرامج التدريبية للقائمين على تطبيق المحاسبية. ب) العلاقات الشخصية لها تأثير سلبي على تطبيق مبدأ المحاسبية. ج) نقص الموارد البشرية المؤهلة لتطبيق المحاسبية. د) وجود نقص في آليات التقويم التي يستند إليها في تطبيق المحاسبية. ه) عدم وجود توصيف وظيفي واضح للوظائف يستند إليه في تطبيق المحاسبية. و) أن الظروف الاجتماعية السائدة تحول دون تطبيق مبدأ المحاسبية. ز) غياب الدعم من الإدارة العليا لتطبيق مبدأ المحاسبية. 3) لا توجد هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة حول (واقع تطبيق المحاسبية في مكاتب التعليم بالمملكة العربية السعودية) باختلاف متغير المؤهل العلمي. 4) أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة حول واقع تطبيق المحاسبية في مكاتب التعليم بالمملكة العربية السعودية باختلاف متغير الوظيفة، وذلك لصالح أفراد عينة الدراسة من مديري مكاتب التعليم. تؤكد الأدبيات الحديثة في مجال التربية أن مفهوم المحاسبية التربوية يعد من أهم المفاهيم التي لاقت اهتماما كبيرا من قِبل التربويين خلال الستينات والسبعينات الميلادية، والذي يعد امتدادا لمسيرة التطور عبر الفترات التاريخية في كثير من دول العالم. ولعل من أبرز الشواهد التاريخية على تطور مفهوم المحاسبية أن الفلاسفة في الماضي كانوا يتعاقدون مع أولياء أمور الطلاب لتدريس الفضيلة لأبنائهم بشرط أن يحصلوا على مكافأتهم في حال نجاح الطالب أما في حال فشل الطالب فلا يحصلون على شيء (الشخيبي،1988،ص64). واهتمت المملكة العربية السعودية بمفهوم الجودة الشاملة، ودعت الأجهزة التعليمية الحكومية والخاصة للأخذ بالأدوات والأساليب التي تحققها، حيث سعت الوزارة لنشر ثقافة الجودة ودعمت أبحاث تستهدف تطبيق الجودة في العملية التعليمية. وذلك لأن تحقيق الجودة التعليمية يرتكز على عدة مبادئ وفي مقدمتها مبدأ المحاسبية، لذا تتطلب عملية تجويد التعليم وجود نظم للمحاسبية مع نشر ثقافة تحمل المسؤولية تجاه مخرجات التعليم. وقد استشعرت المملكة العربية السعودية وجود قصور في الأنظمة الإدارية والمحاسبية بسبب القصور التنظيمي وعدم وضوح بعض الصلاحيات وضعف التوصيف الدقيق للوظيفة فأصدرت في عام 1428هـ الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد وكان من ضمن مبررات تبني هذه الاستراتيجية: أن ظاهرة الفساد ظاهرة مركبة تختلط فيها الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية وأن من أسباب نشوئها عدم اتساق الأنظمة ومتطلبات الحياة الاجتماعية، وضعف الرقابة والمحاسبة، ولها أثار سلبية متعددة منها : ضعف الفاعلية، وتبديد الموارد البشرية والمادية. ومكاتب التعليم معنية بتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية لذا وجد الاهتمام من قبل وزارة التعليم لمعرفة مدى تحقق الأهداف التعليمية والتربوية، ودعم الدراسات التي تتناول هذا الجانب لكن المحاسبية كمفهوم وسياسة فاعلة تسهم في تحقيق أهداف التربية لم تلق الاهتمام الكافي من جهة الأجهزة الحكومية والباحثين المتخصصين. (الملخص المنشور)