Arab Educational Information Network

يشهد عالم اليوم تغيرات وتحولات أساسية في شتى المجالات العلمية والمهنية والثقافية، ولا شك بأن التكنولوجيا الرائدة باتت تشكل المحور الذي تدور حوله هذه التغيرات. ففي عصر الثورة الصناعية الرابعة، لا بد من الاستعداد والجاهزية العالية لتطويع هذه التكنولوجيات والاستفادة منها في مختلف المجالات وأهمها النظام التربوي والتعليمي لما له من دور أساس في إعداد وتوجيه الأجيال التي ستحمل الشعلة في السنوات القادمة. فاليوم بات هناك علاقة تربط الإنسان بالآلة، وعلاقة تربط الآلة بالآلة، وهذا يرتب تفاعلات عدة منها ذات طابع روتيني بسيط، وأخرى ذات أبعاد معرفية وسلوكية، متطلبة مستوى عالٍ من الكفاءات المتقدمة لاسيما القدرة على التكيف. إن تسخير التكنولوجيا وتطويعها في خدمة الأنظمة التعليمية والتربوية هو أمر هام جداً، حيث بات التجديد التربوي مرتبطا ارتباطا وثيقا بانتهاج مسار التكنولوجيا الرائدة وضرورة إدماجها في العملية التربوية، مما يستوجب تلاقي الجهات المعنية كافة، من واضعي السياسات والتربويين والعاملين في مجال التكنولوجيا والممولين، للتداول بسبل تفعيل استخدامات التكنولوجيا الرائدة في المجال التربوي وتعظيم عائداتها والحد من آثارها السلبية المحتملة .انطلاقا من هذا المنظور، التقت الأسكوا ومؤسسة رفيق الحريري، بما يجمعهما من مساحات مشتركة تصب في خدمة الصالح العام، على أهمية تناول التحديات المرتبطة بمسائل التكنولوجيا والتربية والشباب وتلك المرافقة لها، وذلك من جوانبها المختلفة، في إطار ندوة تحمل عنوان :تأثيرات التكنولوجيا الرائدة على التربية وجمهورها الشاب" عقدت في بيت الأمم المتحدة في بيروت في 30 تشرين الثاني/نوفمبر.2018 هدفت الندوة في المقام الأول الى زيادة الوعي وتسليط الضوء على أثر التكنولوجيا المتقدمة، في عصر الثورة الصناعية الرابعة، على التنمية المستدامة، وبالأخص أثرها على تطوير المنظومة التعليمية، وتمكين الشباب، وتحديد الخطوات التربوية، والسياسات المطلوبة، ودور أصحاب الشأن الرئيسيين في التغلب على التحديات المحلية الخاصة بالتكنولوجيا والتعليم والشباب، وتهيئة العمالة في المستقبل. حيث شارك المجتمعون في مناقشة أهم التغيرات الواجب استحداثها في المناهج والوسائل التعليمية، والمهارات المطلوبة لسوق العمل الجديد في المستقبل. ضمت الندوة مجموعةً متنوّعة من الخبراء والأكاديميين والتربويين والطلاب والمخترعين، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات حكومية، أغنت الحوار بالتجارب المختلفة. (ملخص الناشر)