التعلم العميق : التأثير الإعلامي على تطور جائحة كوفيد-19 في إفريقيا والعالم العربي


En

تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على تفشي فيروس كورونا 2 (المعروف إختصاراً ب سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2)) المسبب لمرض كوفيد-19 في القارة الإفريقية والشرق الأوسط وتحديد التأثير الإعلامي على تطور الحالة الوبائية في مختلف الدول بهذه المناطق، باستخدام تقنيات التعلم العميق لتصنيف النصوص الإخبارية. إعتمدت الدراسة على البيانات اليومية التي تم نشرها من طرف المؤسسات الصحية الرسمية للدول بالمناطق الجغرافية التي شملتها الدراسة وذلك لاستخلاص أعداد المصابين وعدد الوفيات، خلال الفترة بين بداية سنة 2020 الى حدود نهاية نفس السنة، حيث عرف تطور الجائحة تنقلا بين ثلاثة مراحل رئيسية في معظم دول العالم بدء من الانتشار المحدود للفيروس ثم مرحلة التفشي الواسع ثم الانحدار في الفترة الأخيرة بإعلان العديد من الدول تجاوزها مرحلة الذروة، ثم العودة من جديد لبدء الانتشار. كما تم إعتماد الأخبار المنشورة من طرف 93 مؤسسة إعلامية ناطقة بالعربية بمختلف هذه الدول وذلك لتحليل ودراسة المعلومات الواردة فيها ومقارنتها بالبيانات المنشورة حول كوفيد-19. تمت ملاحظة أن معظم هذه الدول بعد أن عرفت إرتفاعا بطيئا للأعداد المسجلة لمختلفة الإحصائيات في مستوى متدني الى متوسط الانتشار طيلة الفترة بين 30 يناير و 1 يونيو 2020 قبل أن تشهد إرتفاعا ملحوظا خلال أول أسبوعين ثم تزايدا أكبر لأعداد الإصابات في الأسبوع الثالث من نفس الشهر بما كان ينبئ بوجود تفشي متسارع للفيروس بمعظم الدول الإفريقية والشرق أوسطية، ثم عادت الأرقام للانخفاض ثم الإرتفاع بشكل متكرر، لتعود بالتدريج لتستقر الوضعية في نهاية سنة 2020 (شكل رقم 4). وتوصلت الدراسة إلى أن هذا التطور الحاصل في الحالة الوبائية تزامن مع تطور مترابط للأخبار المتعلقة بجائحة كوفيد-19 بشكل مثير للانتباه، وعرف ذلك تأثيرا متبادلا، فتارة تبدأ الأخبار المتعلقة بالجائحة ثم يليها إرتفاع في عدد الإصابات، وفي دول أخرى يحدث العكس مع كون الزخم الإعلامي ينخفض رغم كون الإجراءات المتخذة هي نفسها، بما يوحي بتأثير أكبر من المتوقع للإعلام مقارنة بالإجراءات الصحية والأمنية المتخذة في تلك الدول. (الملخص المنشور)