تقويم برامج الاطفال التلفزيونية لتعليم الرسم على وفق تصميم الدروس التعليمية التلفزيونية


En

يشكل موضوع الطفولة أهمية كبيرة في عالمنا المعاصر الذي يتميز بكونه عصر الثورة المعلوماتية والتكنولوجية والبث الفضائي وغير ذلك، إذ يعد التلفزيون أحد الوسائل المهمة والقريبة للمتلقي كونه يحتل مكانة كبيرة في المجتمع بشكل عام ومرحلة الطفولة بشكل خاص، فهو يعد مصدراً ليس للتسلية والتشويق فقط وإنما وسيلة لتوسيع المدركات الحسية للطفل باعتباره وسيلة رئيسة ومؤثرة من وسائل التكنولوجيا. إن دور البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال قد يكون مؤثراً بشكل إيجابي أو سلبي من خلال ما يقدمه من برامج ومسلسلات ومواد متنوعة بشكل عام، وما يتعلق بالبرامج التعليمية، ومنها تعليم الرسم بشكل خاص. بناءً على ما تقدم، ارتأى الباحث إجراء دراسة علمية تتعلق بتقويم برامج الأطفال التلفزيونية لتعليم الرسم وفق تصميم الدروس التعليمية التلفزيونية، واعتمد على 3 برامج تلفزيونية هي (أكرليك– قناة المجد السعودية) و(المرسم الصغير– قناة العراقية) و(هيا نرسم– قناة Space Toon)، هدف البحث إلى: 1) تقويم البرامج التلفزيونية لتعليم الرسم من ناحيتي الشكل والمضمون. 2) مدى تطابق شكل برامج الأطفال لتعليم الرسم مع قواعد تصميم الدروس التعليمية التلفزيونية. ولتحقيق هذه الأهداف، تحدّد مجتمع البحث بالدروس التعليمية المبثوثة عبر الفضائيات المحددة أعلاه ضمن البرامج التلفزيونية للعام الدراسي 2013، والبالغ عددها 144 برنامجاً تعليمياً بواقع 48 برنامجاً تعليمياً لبرنامج اكريليك و48 برنامجاً تعليمياً لبرنامج المرسم الصغير و48 برنامجاً تعليمياً لبرنامج هيا نرسم: تم اختيار عينة عشوائية بلغت 24 برنامجاً تعليمياً، موزعة بواقع 8 لكل برنامج. تم تصميم استمارة تقويم الدروس التعليمية للبرامج التلفزيونية تضمنت 4 محاور، هي: 1) تقديم المادة العلمية. 2) الجوانب الفنية. 3) المهارات الجسدية لمقدم الدرس. 4) المحور التعليمي. عُرضت هذه الأداة على مجموعة من الخبراء للتعرف على صدق محتواها ومدى صلاحيتها لقياس الهدف الذي وُضعت لأجل قياسه. بعد ذلك، تم التحقق من معامل الثبات من خلال استعمالها لتحليل عينة استطلاعية من الدروس التعليمية، إذ ظهر أن معامل الثبات بلغ 0.87. لإظهار النتائج اعتمد الباحث على التكرارات والنسبة المئوية، أما أهم النتائج فهي: 1) اعتماد مقدمي الدروس التعليمية للبرامج التلفزيونية على نمط واحد تمثّل بالنمط المقروء في تقديم المادة الفنية. 2) قيام بعض مقدمي البرامج التعليمية بالتغير البسيط في أساليبهم أثناء تقديم مادة الدرس التعليمي للبرامج التلفزيونية، كما في برنامج هيا نرسم. أما أهم التوصيات، فهي: 1) وجوب تنوع أنماط تقديم الدروس التعليمية في مجال الفنون الجميلة خاصة الرسم وذلك لإشراك أكبر عدد ممكن من حواس الطفل، ما ينعكس على تعبيراته الفنية. 2) ضرورة توعية مقدمي الدروس التعليمية للبرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال على عملية التنويع في أساليب التقديم بهدف جذب انتباه الأطفال نحو المادة الفنية والتأثير فيهم في حفظ مضمونها، من خلال استخدام أساليب تشويق متنوعة لإثارة مدركاتهم الحسية البصرية والسمعية نحو المادة. (ملخص المؤلف)