شرطيات المردود التعليمي الجيد للجامعة الجزائرية في ظل عولمة التعليم



في عالم اليوم، لم تعد التربية والتعليم مجرد خدمة استهلاكية بل استثماراً في الرأس المال البشري، وهي أحد أكبر الرهانات التي بجب أن تضبط حركتها وإصلاحاتها على وقع إفرازات الواقع الاجتماعي الداخلي والتغيرات العالمية الجديدة المطبوعة بظاهرة عولمة التعليم. وأمام التغيرات الكبيرة في الاقتصاد والثقافة والتربية، بدأ الحديث يدور عن كيف يجب أن يتغير التعليم، وإن كان التعليم لم تصل حركة عولمته بعد مستوى ما بلغه الاقتصاد من اندماج وتأثير في الدورة الاقتصادية العالمية، فإنه بدأ الاهتمام أكثر بتأثير العولمة Globalisation على التعليم لا سيما التعليم العالي. وتوحي الكثير من المؤشرات والدلائل أن المجتمع الجزائري في العشرية الأخيرة من الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة يعيش تحولات مست ميادين عديدة في السياسة الاقتصادية والثقافة والتربية والتعليم والتكوين... فالمنظومة التعليمية والتكوينية في الجزائر في وضعها الراهن تواجه تحديات من الداخل، وأخرى من الخارج تمتزج خيوطهما وتتداخل في فضاءات ومنابر يصعب فرز هذه من تلك، مما جعلها مداراً للعديد من موجات النقد الواسعة، ومحاولات الإصلاح المتعددة، هادفة في مجملها إلى عدم التخلف عن مقتضيات المرحلة، لأن أيّ تخلف يصعب تداركه، وستكون تبعات ذلك شاملة لبقية النظم الاجتماعية الأخرى. وتتضمن هذه الدراسة محاولة تقديم تصور لشرطيات المردود الجيد للجامعة في ظل عولمة التعليم والمعرفة، باعتبارها جزءاً أساسياً من المنظومة التربوية والتعليمية الوطنية تفرض تحركاً سياسياً ينطوي تحته عمل مزدوج سياسي وتقني نظراً لطبيعة المرحلة التي تستوجب إستراتيجية يضيق فيها هامش الخطأ والصدفة إلى أبعد الحدود، والهدف الرئيس من تقديم هذه الورقة هو إثارة المشكلة وتقديم رؤية قد تفتح حيالها المجال لتهذيبات مختلفة، وتشكل قاعدة إقلاع للإثراء، والشروع في إسهامات تقنية خاصة لجعل منظوماتنا التعليمية والتكوينية الجامعية ومخرجاتها قادرة على إقامة علاقات متوازنة مع كل المتغيرات العالمية. (الملخص المنشور)