الرّياضة والشّباب والتّنمية الاجتماعية


En

تشمل التّنمية الاجتماعيّة مجموعة واسعة من القضايا، منها الحدّ من الفقر والبطالة، وتعزيز دور الأسرة والشباب والمجتمع المدني، وتحقيق الاندماج الاجتماعي. وهي تَنصَبّ، من وجهة نظر اجتماعيّة، على دراسة العلاقات الاجتماعيّة وتطوّر البشر في علاقاتهم المشتركة، ولذلك يُنظر إليها على أنّها تنمية للعلاقات المُتبادَلة بين البشر. وبما أنّ الشّباب يُشَكّلون المورد الأهم للتّنمية والتّقدم، لا بدّ من الاهتمام بقواهم البدنيّة وتنميتها، والحفاظ على طاقاتهم الرّوحيّة والمهاريّة والإبداعيّة، وتفعيل قدراتهم الفكرية وعلاقاتهم الاجتماعية. ويبرز في هذا الإطار الدّور الهام الّذي تلعبه التّربية الرّياضية والبدنيّة في صقل المواهب لدى الشّباب ورعايتهم وتهذيب سلوكهم وإصلاح أخلاقيّاتهم لما تتضمنّه من جهدٍ يعود على البدن بالنّشاط والحيويّة، كما أنّها تُكسِبُهم العادات الرّياضية السّليمة مثل التّنافس الشّريف وروح التّعاون والتّعاضد وحبّ العمل، وتُؤَصّل لديهم ثقافة النّظام العام وضرورة احترامه. نهدف في هذه الورقة البحثيّة إلى تبيان دور الشّباب كمُشاركين، وأيضًا كمستفيدين من الرّياضة التي تُقَوي المشاركة المجتمعية، وتزيد من وعي الشباب بالقضايا المهمة، ما يساهم في تحقيق التّنمية الاجتماعيّة. وتتضمّن ورقتنا توليفًا ما بين الجانبين النظري والميداني. وتثير العلاقةُ بين الرّياضة والشّباب والتّنمية الاجتماعيّة في هذه الورقة الإشكاليةَ التّالية: ما هي الفرص التي تُوفّرها ممارسة الشّباب للرّياضة في تنفيذ خطط التّنمية بأبعادها المختلفة؟ وما هو الدّور الذي يمكن للرّياضة، كواحدة من النّظم الاجتماعيّة، أن تلعبه في تعزيز دور الشّباب في بناء المجتمع؟ وقد وضعنا عددًا من الفرضيات حول تأثير ممارسة الرياضة على صحة الأفراد جسديًا ونفسيًا، وعلى بثّ الأخلاق الرّياضية وتعزيز قِيَم الانتماء والمواطنة، وكذلك على تحقيق عناصر التكيف والاندماج الاجتماعي وتعزيز التنمية الاجتماعية، وحدّدنا العينة بـ 600 فرد. كما اتّبعنا المنهج الوصفي التحليلي حتى توصّلنا إلى تحقيق أهداف الورقة البحثية والتّثّبت من الفرضيات، واستخلصنا أخيرًا النّتائج والتّوصيات ذات الصلة بالبحث. (ملخص المؤلف)