الصّعوبات التي تواجه مدرّسي مادّة الاقتصاد في الصّف الثّالث الثّانوي في محافظة جبل لبنان وكيفيّة معالجتها


En

إنّ هدف هذا البحث هو القيام بدراسة شاملة بغية تبيان واقع تدريس مادّة الاقتصاد على أرض الواقع في لبنان والمعوقات الإداريّة والأكاديميّة والبيئيّة الفنّية الّتي يُعاني منها معلّمو المادّة، لينتهي إلى اقتراح توصيات تُساهم في تذليل العقبات الّتي تعترض تدريس المادّة. تضمّنت أدوات البحث، استمارة موجّهة إلى معلّمي مادة الاقتصاد في الثانويات الرسميّة في أقضية محافظة جبل لبنان (50 معلّماً ومعلّمة)، حيث حُدّد مجتمع الدراسة، كذلك تمّ إعداد بطاقات المشاهدة الّتي أجرتها الباحثة للعيّنة المختارة من المعلمين في 26 ثانويّة من أصل 74، وبالتالي شكّلت العيّنة 35% من مجتمع الدراسة، بالإضافة إلى المقابلات الّتي أجرتها الباحثة مع مرشدين تربويّين لمادة الاقتصاد. أظهر تحليل المعلومات الّتي جُمعت، الصّعوبات الّتي يُعاني منها المعلّمون من ناحية نقص الدورات التّدريبيّة للمادة على الصّعد كافة، أي في ما خصّ محتوى المادّة وطرائق تدريسها الناشطة وأسس تقييمها، كما أظهرت التحليلات صعوبات بعض المعلّمين من ناحية الإدارة الصّفيّة والإدارة المدرسيّة. وبيّنت الدراسة أيضاً، مدى التّوافق أو التناقض بين ما تمّ تعبئته نظريّاً من قِبل المعلمين من خلال الإستمارات، وما تمّت مشاهدته عمليّاً على أرض الواقع من خلال المشاهدات. توصّلت الدراسة إلى عدة استنتاجات منها: النّقص في الدورات التدريبيّة الّذي حال دون تحقيق الكفايات العلمية والتّعليمية عند المعلمين، وخصوصاً التقييم بالكفايات، وأتى محتوى مادة الاقتصاد المنطلق من المفاهيم الغربية وحتمية التّطبيق الحر في الاقتصاديّات الغربيّة، ضارباً عرض الحائط بالخاصّيات الجغرافية والبشرية والاقتصادية والعقائدية لمجتمعنا فضلاً عمّا يملكه من إمكانات، وتبويب كتاب التنمية والسياسات الاقتصادية للصف الثانوي الثالث أُنجز بطريقة علميّة وموضوعيّة نسبيّاً في ما خصّ المواضيع المطروحة، ولكن هناك مبالغة في تعريف الطالب إلى المفهوم التّقني للألفاظ والمصطلحات المستخدمة في مادة الاقتصاد، والأهداف الخاصة أو التّعليميّة لم ترد بشكل مُفصّل وواضح في بداية كل درس، بالإضافة إلى غياب الأنشطة والتطبيقات التي تتلاءم مع المجالات الثلاثة في مادة الاقتصاد. أضف إلى ذلك الانعكاس السلبي لعدم التنسيق بين الجهات الرسميّة التابعة لوزارة التربية أي بين المركز التربوي للبحوث والإنماء وبين الإرشاد والتوجيه. (ملخص المؤلف)