التّنمية الابتكاريّة ورأس المال البشري كمحدّدات لاقتصاد المعرفة : نماذج مختارة


En

شكّلت التّنمية المستدامة هاجسًا مُستمرًا للكثير من الدّول والمنظّمات والهيئات الدّولية، خاصة مع تفاقم أزمات الفقر والجهل والأوبئة والتخلُّف والفساد والإرهاب في الكثير من الدّول، وزيادة مُعدَّلات النزوح والهجرة، ما دفع حكومات الدول الفقيرة والنّامية إلى المباشرة بوضع الخطط الآيلة إلى تحسين مُعدَّلات التنمية البشرية، وتحديد السّياسات الآيلة إلى تخفيض مُعدَّلات الأميَّة وتطوير آليّات التّعليم والعلوم بهدف بناء مجتمع مَعْرِفي يقوم على تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع كمنطلق لتطوير الاقتصاد، وتحسين مُعدَّلات نُموّه، وبنائه على أسس متينة وثابتة تسمح بالاستقرار الاقتصادي والسّياسي للشّعوب. كما أضحت المعرفة ثروة دائمة الأثر والتّطوير، لا تنضب ما دام العقل البشري قادرًا على الإبداع الابتكار والتطوير، ما جعلها عاملًا فاعلًا في بناء اقتصادات الدّول لما تضيفه من قيم للمنتجات الاقتصاديّة التي تخضع للمسات التّطوير، وبالتّالي، يتوقّف إنتاج هذه الثّروة على قدرة العقول على ابتكارها، وتجديدها، وتحسينها، واستثمارها، وهذا ما ترتّب عليه ظهور مصطلحات التّنمية الابتكارية ورأس المال البشري واقتصاد المعرفة. من هنا، يهدف هذا البحث إلى تبيان أهميّة وضرورة الاستثمار في رأس المال البشري، وتوسيع معارفه وقدرته على الإبداع والابتكار للوصول إلى مجتمع المعرفة، وسنحاول فيه الإجابة على الإشكاليّة التّالية: ما هي أهمّ العوامل المُساعِدة في بناء الإنسان للوصول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق مستويات متقدمة في التّنمية المستدامة؟ وسنعرض تجارب عدد من الدّول في مجال التنمية الابتكاريّة والاستثمار في التّربية والتّعليم والتّدريب، وكيف استطاعت بناء مجتمع المعرفة وتحقيق تنمية مستدامة. (ملخص المؤلف)