تطوير معايير قبول الطلاب في الجامعات السعودية : تجربة المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي



شهد التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية، كما في بقية الدول العربية، خلال العقدين الماضيين، إقبالاً متزايداً رافقه تضخم في درجات شهادة الثانوية العامة، مما استوجب العناية بمعايير الاختيار والقبول، بما يضمن انتقاء أفضل المتقدمين لمختلف التخصصات، وبما يحقق العدالة وتكافؤ الفرص. لتحقيق هذا الهدف العام، تم إنشاء "المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي" ليكون مؤسسة وطنية تتمتع بالاستقلالية التامة، وتوفر للجامعات المقاييس والاختبارات التي يمكن أن تستخدمها كمعايير للقبول بها. ويهدف المركز من هذه المقاييس والاختبارات إلى تلافي الارتجالية والاجتهادات الخاطئة في وضع اختبارات القبول؛ وذلك من أجل انتظام أهدافها ومادتها وأسلوبها وطرائق تنفيذها. كما يهدف المركز إلى توحيد معايير القبول في الجامعات واستخدام وسائل قياس موحدة قادرة على توقع مستوى أداء الطالب بالجامعة. ويهدف كذلك إلى التأثير إيجابياً في مسيرة التعليم العام باستثارة التعليم الموجِه للقدرات والمهارات المرغوبة وتنميتها. وبدخول هذه المقاييس والاختبارات مجال التطبيق منذ عام 2003م ؛تحقق تكامل ملحوظ بين مختلف معايير القبول، وهي: درجة اختبار الثانوية العامة، ودرجة اختبار القدرات، ودرجة الاختبار التحصيلي. وقد أدى هذا التكامل إلى زيادة الثقة بنتائج القبول من حيث مصداقيتها في إتاحة الفرص للطلاب للتنافس العادل في القبول، وبما يحقق زيادة الصدق التنبؤي لهذه المعايير مجتمعة. تقدم هذه الورقة شرحاً مختصراً لمشروع "المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي " بالمملكة العربية السعودية، الذي تم إنشاؤه عام 2002م، وتتطرق إلى فلسفة إنشائه والحاجة إليه، وأمثلة من الدول المتقدمة التي سبقت لهذه الفكرة. وتقدم، أيضاً، عرضاً موجزاً للاختبارات والمقاييس التي يقدمها المركز من حيث أهدافها وطبيعتها وأسلوب تطبيقها والمستفيدين منها. وتُختتم الورقة بعرض كمي يوضح إسهام اختبارات المركز ومقاييسه في تقليل نسب الرسوب بالجامعات وتحسين كفاءة التعليم الجامعي.(الملخص المنشور)