تأثير استخدام استراتيجية كيلر لتفريد التعليم على مستوى التحصيل المعرفي والأداء المهاري في السباحة


En

إن عملية التعليم والتعلم مستمرة منذ فجر التاريخ الإنساني، ولكن في العصر الحديث، أخذت التربية اتجاهات حديثة تسير بخطى مسرعة، مستوحية غاياتها من المكتشفات الحديثة التي تقدمها البحوث العلمية والتجريبية في ميدان التربية وعلم النفس، والتي تؤبد أهمية المتعلم والعناية به وبميوله واهتماماته، واتصال المدرسة بالمجتمع، وتنوع طرق التدريس الحديثة تبعاً لتغير النظرة إلى طبيعة عملية التعليم. فبعد أن كانت تعتمد على الحفظ والتسميع، اتسعت لتشمل المستويات الإدراكية المعرفية العليا، مما يتطلب إيجابية المتعلم في التعليم، بهدف إظهار قدرات الطلبة الكامنة والارتقاء بها. ولم تعد الأساليب التقليدية في التدريس تلائم الحياة المعاصرة، ولذلك ظهرت نظريات تربوية عديدة تساعد على اكتساب العديد من المهارات العقلية، والاجتماعية، والحركية، وتتمثل مهمة المعلم الحديث وفقاً للطرق الحالية في إتاحة الفرصة للمتعلمين لتحصيل المعرفة بأنفسهم، والمشاركة بفاعلية في كافة أنشطة التعليم وفي ضوء الانفجار المعلوماتي الهائل الذي نلاحظه هذه الأيام، فإن ذلك يتطلب تطوير طريقة للتعلم تشجع الطلبة على تحمل المسؤولية في التعامل مع هذا الكم اللامحدود من المعارف، والذي لا يكون ناجحاً إلا بالتعلم النشط الذي يركز على مبدأ التعلم بالعمل والتشجيع على التعلم العميق الذي يساعد الطالب في فهم المادة التعليمية بشكل أفضل، ويتوقع أن يكون قادراً على شرحها أو توضيحها بكلماته الخاصة، ويطرح الأسئلة المختلفة، ويجيب عن أسئلة المعلم، ويعمل جاهداً على حل المشكلات المتنوعة بعد التعامل بفعالية معها والوصول إلى تعميمات مفيدة واتخاذ قرارات بشأنها. ويضيف بعض المناصرين للتعلم النشط أهمية أخرى، تتمثل في أن الأنشطة الكثيرة التي يعتمد عليها هذا النوع من التعلم تقلل من الأنشطة التعلمية السلبية مثل الإصغاء السلبي، وأخذ وتدوين الملاحظات طيلة وقت الحصة، وذلك بشكل يثير دافعيتهم للتعلم والانغماس فيها ويشير "احمد بهاء الدين عبد اللطيف" 2011م، أن مع زيادة أعداد التلاميذ زادت فجوة الفروق الفردية في القدرات والميول والاتجاهات مما فرض على المربيين والمسئولين في مجال التعليم أن يأخذوا مسببات العلم والتكنولوجيا الحديثة في إعادة فحص مدى فعالية الطرق والأساليب التقليدية المستخدمة وتطويرها وذلك كرد فعل لكل ما حدث من تغيرات في مجال التعليم وعناصر العملية التربوية إضافة إلى الانتقال الذي فرضته الاتجاهات التربوية الحديثة من الاهتمام الكامل بجوانب التعلم لدى المتعلم. ومما لا شك فيه أن المحاولات الجادة في تغيير وتطوير التعليم تنصب حالياً على المتعلم وتهدف إلى استيعابه عناصر المعروفة ومهاراتها. إن الحديث عن استراتيجيات التدريس الحديثة لا يعني تَناوُلَها في مقابل استراتيجيات تدريس قديمة أو تقليدية أو كلاسيكية، على اعتبار أن العديد من استراتيجيات التدريس الحديثة ما هي إلا اقتباس أو تطوير لاستراتيجيات قائمة وسابقة، وعلى اعتبار -أيضا-أن استراتيجيات تدريس قديمة أو تقليدية ليس معناهُ أنها استراتيجية لم تعد صالحة للاستعمال، وإنما هو –أي هذا الحديث-إشارة ومحاولة لِنَضَعَ بين أيدي المدرسين اختياراتٍ أكثر، تجعلهم يأخذون منها ويجربون ما يَرَوْنهُ مناسبا لطلابهم ولخصوصيات فصولهم الدراسية. (ملخص المؤلف)