سياسة القبول في مؤسسات التعليم الجامعي بالمملكة العربية السعودية الواقع وسبل التطوير : دراسة تحليلية


En

نتج عن سياسة القبول الحالية في الجامعات السعودية آثار غير مقبولة، ومن هذا المنطلق تحاول هذه الدراسة التعرف على واقع سياسة القبول في الجامعات السعودية، والتعرف على أبرز توجهات سياسة التعليم الثانوي الداعمة لتطوير سياسة القبول في التعليم الجامعي، واقتراح تصور لتطوير سياسة القبول بالتعليم الجامعي بالمملكة، في ضوء اتجاهات المعاصرة في مجال سياسة القبول بالتعليم الجامعي في بعض دول العالم؛ والوقوف على تجارب بعض الدول المختلفة لتطوير سياسة القبول في جامعاتها للاسترشاد بها والإفادة منها في تحديد البدائل المقترحة لتطوير نظم القبول الحالية، ومدى إمكانية تطبيقها في الجامعات السعودية. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتكوّنت عينة الدراسة من القائمين على تنفيذ سياسة القبول بالجامعات من أعضاء هيئة التدريس المعنيين وموظفي عمادات القبول والتسجيل في الجامعات. كما استعرضت الدراسة سياسات القبول بالجامعات في كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وجمهورية مصر العربية. ومن أبرز نتائج الدراسة: وجود انخفاض كبير في الممارسات التي يجب أن تنهض عليها سياسة القبول في الجامعات السعودية. ويعود ذلك لطبيعة تلك السياسة وعدم مواكبتها مع التغيرات في بيئة المجتمع السعودي الثقافية والاجتماعية، واعتماد تلك السياسة على معايير القبول بالجامعات لم تعد كافية ولا مناسبة. كما توصلت الدراسة لتحديد جوانب واقع سياسة القبول بالجامعات ذات التقدير المنخفض جداً، والمنخفض، مما يعني ضعف سياسات القبول بالجامعات السعودية وعدم مناسبتها للواقع السعودي ولا تلبي طموحات الطلاب والتكامل مع خطط التنمية الوطنية. كما أنّ سياسات القبول بالجامعات السعودية تعكس مستوى متوسطا من القبول والمناسبة للواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع السعودي. فتطوير الإدارة الجامعية والتوسع في افتتاح الجامعات الجديدة أسهم بشكل معقول في تحسين نوعية السياسة التعليمية. مراعاة سياسة القبول بالجامعات السعودية لمبدأ المواءمة السياسية حيث تستجيب السياسة التعليمية، وخاصة سياسة القبول بالجامعات للضغوط الاجتماعية المتمثلة في زيادة الطلب الاجتماعي على التعليم الجامعي رغم محدودية القدرات الاستيعابية للجامعات. إن توجهات سياسة التعليم الثانوي الداعمة لسياسة القبول بمؤسسات التعليم الجامعي السعودية من وجهة نظر العينة ككل حظيت بتقدير منخفض جداً، مما يؤكد على انخفاض كبير في الممارسات التي يجب أن تنهض عليها سياسة التعليم الثانوي السعودي. ويعود ذلك لطبيعة تلك السياسة وعدم مواكبتها لسياسة التعليم والقيود بالجامعات السعودية. واتفقت العينة ككل وبتقدير عال على أهمية معيار درجات الثانوية العامة، واختبارات القبول كمعيار أساسي للقبول بالجامعات، مع التأكيد على أنه لا ينبغي أن يكون المعيار الوحيد؛ كما قدمت الدراسة تصوراً مقترحاً لتطوير سياسة القبول بمؤسسات التعليم الجامعي بالمملكة. (الملخص المنشور)