مدى الترابط بين مضمون كتابيّ الاقتصاد والجغرافيا في الصف الثالث الثانوي بالتعليم الرسمي في لبنان



تهدف الدراسة إلى إجراء مقارنة نقدية بين كتابي الاقتصاد والجغرافيا بهدف الوصول إلى تحديد نقاط التقاطع والتكامل بينهما، وتحديد مدى إفادتهما بالنسبة للتلميذ. إعتمدت الدراسة المنهج الوصفي، مستخدمة تقنية تحليل المضمون، فتم إجراء مقارنة لمضمون كتاب الاقتصاد "التنمية والسياسات الاقتصادية" مع مضمون كتاب الجغرافيا "المجال العلمي" الصادرين عن المركز التربوي للبحوث والإنماء. كما اعتمدت الدراسة على نقد وتحليل الكتابين ومنهجهما، من خلال الوصف المادي والكيفي لمضمونهما، والأهداف التعلمية التي تتعلق بكل محور، وتفسير المصطلحات والمفاهيم الاقتصادية والجغرافية في الكتابين، ودراسة الصور والمستندات المدرجة في الفصول، وإجراء مقارنات بينهما لدراسة مدى الترابط بين المحتوى، الأهداف، الوسائل، والأنشطة المعلنة في المنهج. بينت النتائج مدى التقاطع الكبير بين الكتابين من حيث المضمون، لكن بالمقابل ظهر تكامل الكثير من المواضيع، فبعض المواضيع عولجت بطريقة موسعة، وبعضها بطريقة سطحية، وأحيانا بشكل غير كاف وبعيد عن الموضوعية. أما من حيث الصور، فمعظمها لم يحمل أي قيمة مضافة تساعد في عملية التعلم، كذلك بالنسبة للأنشطة التقويمية فهي بالإجمال لا تحقق الأهداف التعليمية لأنها لا تتبع المنهجية الجديدة بطرح الأسئلة، ولا يوجد فيها تنوع، وأتت سهلة وبسيطة تعتمد الإجابة المباشرة. فضلاً عن اللغة التي بالرغم من بساطتها إلا أنه يشوبها الأخطاء اللغوية والطباعية، بالإضافة إلى عدم الدقة في تفسير بعض المفاهيم والمصطلحات، فصياغة منهجي الكتابين وأهدافهما تشوبها الكثير من العيوب ويغلب عليها الغموض. (ملخص المؤلف)