إنتشار حركة الوصول الحر للنشر العلمي في البلدان العربية : دراسة فينومينولوجية


En

بدأ الوصول الحر للنشر العلمي، كحركة ثورية علمية، ظهرت في المجتمعات الغربية في بداية الألفية الثالثة في سبيل حل مشكلة نظام الاتصال العلمي القائم. وأخذ في الانتشار عربيًا في ظل بيئة بحثية يفتقر معظمها للأجندات الوطنية والميزانيات الكافية، فضلًا عن غياب إحصاءات دقيقة تحصر الإنتاج البحثي العربي. هدفت الدراسة إلى تحليل وتفسير التجارب المُعاشة للمشاركين من باحثين-ممارسين حول الوصول الحر، في سبيل تكوين فهم معمّق للظاهرة. اعتمدت الدراسة المقاربة الفينومينولوجية التفسيرية النوعية باستخدام منهجية الفينومينولوجيا التحليلية التفسيرية للإجابة على السؤال الرئيس: كيف تنتشر حركة الوصول الحر للنشر العلمي في البلدان العربية من خلال إدراكات وتجارب المشاركين من باحثين-ممارسين؟ تم استخدام أداتين بحثيتين؛ المراجعة النقدية الممنهجة للدراسات السابقة، والمقابلة المعمّقة شبه الموجهة مع عينة قصدية مؤلفة من عشرة مشاركين من الباحثين الممارسين للوصول الحر من خمسة بلدان عربية. توزّعت الدراسة على خمسة فصول إضافة إلى المقدمة العامة التي تناولت مشكلة الدراسة وأسئلتها وأهميتها وأهدافها وحدودها ودوافعها ومصطلحاتها، وتعريفًا موجزاً بالمقاربة النظرية والمنهجية والأدوات. تناول الفصل الأول المراجعة النقدية والممنهجة لثلاث وخمسين دراسة عربية في مجال الوصول الحر على مدى أحد عشر عامًا. وتناول الفصل الثاني المسار النظري البحثي الذي أدى إلى تبنّي مقاربة الفينومينولوجيا، واعتماد منهجية الفينومينولوجيا التحليلية التفسيرية. وتناول الفصل الثالث عرضاً تفصيلياً للمنهجية. وتناول الفصل الرابع عرض وتحليل المقابلات العشرة. ونتج عن التحليل ثلاثون موضوعاً، توزّعت على سبعة محاور رئيسة تشمل: المفهوم، والدوافع والعوائق الذاتية-الفردية للتبنّي، والعوامل والعوائق الخارجية للتبنّي، وتأثير هذا التبنّي على المجتمع الب! حثي العربي. وتناول الفصل الخامس والأخير مناقشة نتائج الدراسة وتفسيرها بشكل تفصيلي على ضوء نظرية انتشار الابتكارات، وبتبنّي مقاربة نقدية تقوم على التأسيس لنظرية الهيمنة الإدراكية الغربية. توصلت الدراسة إلى مجموعة نتائج أهمها: أنّ مفهوم الوصول الحر لدى الباحثين العرب الممارسين له هو مزيج ما بين رد الفعل الثقافي والتبنّي للمفهوم الغربي المهيمن؛ أنّ انتشاره ما زال محدودًا وما زال يكتنفه العديد من العوائق الفردية والخارجية؛ من أبرزها ضعف السياسات الوطنية للمعلومات والبحث العلمي؛ أنّ قرار تبنّيّه من قبل المؤسسات هو قرار سلطوي يأتي استجابة للشروط العالمية التنموية الاقتصادية للدخول ضمن مجتمع المعلومات والمعرفة. أنّ تأثير تبنّي الوصول الحر على المجتمع البحثي العربي ما زال غير واضح المعالم، لا سيّما أن النشر العلمي ومن ضمنه نظام الوصول الحر، ليس صناعة معزولة عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية العالمية المهيمنة. (ملخص المؤلف)