ديداكتيك الجغرافيا : من ديداكتيك المادة إلى ديداكتيك وظيفية



تناولت هذه الورقة ديداكتيك الجغرافيا من حيث المفهوم والتطور، مع التركيز على ديداكتيك المادة الذي يعد استراتيجية تعليمية، بمعنى أنّه خطة ترمي إلى تحقيق أهداف معينة. وقد حاولت هذه الورقة تسليط الضوء على فعالية ديداكتيك مادة الجغرافيا التي لا يمكن أن تظهر إلا بربط المتعلم بمحيطه اليومي والواقعي، في إطار ما يسمى بالديداكتيك الوظيفيةLa didactique fonctionnelle . في هذا السياق، أكّدت الورقة على أنّه لا يمكن للجغرافيا المدرسية أن تظهر نفعيتها وأهميتها وفائدتها إلا من خلال ربط المتعلم بحياته اليومية، وربطه أيضا بحاجاته وربطه بالتحولات والتطورات العلمية والتكنولوجية. وقد خلصت الورقة إلى ما يأتي: إذا كان ديداكتيك مادة الجغرافيا، قد اهتمت بإكساب المتعلم المعارف الجغرافية وبعض المهارات العقلية والحس حركية، فإن الديداكتيك الوظيفية للجغرافيا، تهتم بإعداد المتعلم للانخراط في الحياة اليومية والعملية، والمشاركة بل المساهمة فيها بفعالية. أي أن تكون المعارف والمهارات الجغرافية ذوات وظيفة في حياة المتعلم، بحيث يشعر بأهميتها فيقبل على تعلمها وإتقانها. وأن يتعلم في المجال البيئي القريب منه بين الفينة والأخرى، دون التركيز بشكل كلي على الفصول الدراسية والتقوقع فيها، وأن يكون منهاج الجغرافيا مناسبا لمستوى إدراك المتعلم الفكري والاجتماعي والنفسي والتقني. (شمعة)