التشعيب في المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية : محدداته وانعكاساته على الكفاءة وتكافؤ الفرص في التعليم


En

استهدفت الدراسة بحث التشعيب بين الفرعين العلمي والأدبي في التعليم الثانوي العام بالمملكة العربية السعودية، للتعرف على محدداته وما يترتب عليه من الكفاءة وتكافؤ الفرص في التعليم. جمعت البيانات من 3287 طالبا وطالبة من الصف الثاني الثانوي بالمدينة المنورة، وحلّلت باستعمال الانحدار اللوجستي الثنائي، واتضح أن احتمال اختيار الفرع العلمي يزيد بتحسن المؤشرات الاجتماعية الاقتصادية: تعليم الأم، ونوع المنزل، وعدد الكتب في المنزل، ومهنة الأب، وكون الأم تعمل، وصغر حجم الأسرة. وكانت المقدرة الذاتية (مقاسة بمصفوفات رايفين للذكاء) قوية الأثر في توجيه الطالب/ الطالبة للفرع العلمي. وكلما تقدم الفرد في عمره فضّل الفرع الأدبي. وتميز الملتحقون بالفرع العلمي بارتفاع الطموح التعليمي، كما ظهرت مؤشرات على تأثر الطالب والطالبة في اختيار الفرع بجماعة الرفاق وبتشجيع الوالدين، بينما دفع المعلمون البنين إلى اختيار الفرع العلمي والبنات إلى اختيار الفرع الأدبي. ومن قالوا إنهم اختاروا الفرع الأهون دراسة ذهب معظمهم للفرع الأدبي، كما ذهب إلى الفرع الأدبي معظم من ليس لديهم معرفة بالفرص الوظيفية. ومجمل القول إن التشعيب يميز الطلبة بحسب قدراتهم الذاتية، وبذلك فهو يحقق الفرز أكثر مما يعمل على بناء رأس المال البشري، ويخفّف الجهد على المدارس والمعلمين أكثر ممّا يزيد فاعلية الموارد ويعزز المخرجات، وهو بذلك يخل بعنصر الكفاءة. ويبدو من أثر المتغيرات الاجتماعية الاقتصادية أن التشعيب يفاقم مشكلة عدم تكافؤ الفرص. (الملخص المنشور)