أثر التعزيز التفاضلي للسلوك النقيض في خفض الحساسية الانفعالية لدى الاطفال المعاقين سمعياً


En

تعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمة التي يمر بها الطفل، ففي هذه المرحلة تتحدد السمات الرئيسية في شخصيته، حيث يكتسب الكثير من المهارات والخبرات التي تكون حجر الزاوية في حياته المستقبلية. إن الطفل في رياض الأطفال يكتسب الكثير من المفاهيم والمعلومات والمهارات، فهو يسعى لسد جميع حاجاته وميوله واهتماماته الشخصية، وتكوين ذاته من خلال مايكتسبه من خبرات يومية داخل البيت وخارجه أو من خلال تفاعله مع أقرانه أو مع الكبار المحيطين به. وأن فقدان السمع أو حدوث مشاكل في حاسة السمع يؤدي الى ظهور مشكلات متنوعة معقدة وبسيطة ناتجة عن الخلل في هذه الحاسة المهمة لدى الطفل خلال هذه المرحلة. لذلك فإن إهمال تقديم الخدمات التربوية الملائمة والاكتشاف المبكر لحالات الإعاقة السمعية وتركها للمصادفات قد يؤدي الى فقد الفرص المتاحة لمساعدة الأطفال منذ مراحل مبكرة في خفض الحساسية الانفعالية الناتجة عن القصور أو الخلل في حاسة السمع لدى الأطفال. وهدف البحث الحالي الى ما يأتي: التعرف على أثر التعزيز التفاضلي للسلوك النقيض في خفض الحساسية الانفعالية لدى الاطفال المعاقين سمعياً من خلال التحقق من صحة الفرضيات الآتية: لا توجد فروق ذات دلالة احصائية في درجات الاختبار القبلي والبعدي لقياس الحساسية الانفعالية للمجموعة التجريبية. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجات الاختبار القبلي والبعدي لقياس الحساسية الانفعالية للمجموعة الضابطة. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجات الاختبار البعدي لقياس الحساسية الانفعالية للمجموعة التجريبية والضابطة. يتحدد البحث بــ 18 طفلاً من الأطفال المعاقين سمعياً إعاقة متوسطة بعمر 5ـــــ 6 سنوات للعام الدراسي 2013 -2014، في المعاهد التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في مدينة بغداد ولكلا الجنسين (الذكور -الاناث). وتحقيقاً لأهداف البحث اعدت الباحثة مقياس الحساسية الانفعالية وفق الخطوات العلمية لبناء المقاييس النفسية، وكان عدد فقراته 36 فقرة، وتمتع المقياس بالصدق والثبات. وقد استخدمت الباحثة الوسائل الإحصائية مثل (t-test) ومعامل ارتباط بيرسون ومعادلة الفا كرونباخ واختبار مان وتني واختبار ولكوكسن، قامت ببناء برنامج تدريبي لخفض الحساسية الانفعالية لدى الأطفال المعاقين سمعياً، وكان عدد الجلسات 18 جلسة بواقع 3 جلسات في الأسبوع، واعتمدت الباحثة المنهج التجريبي في تصميم المجموعتين (التجريبية والضابطة) بالطريقة القصدية ذات الاختبارين القبلي والبعدي. أشارت نتائج البحث الى أثر البرنامج المستخدم في خفض الحساسية الانفعالية لدى الاطفال المعاقين سمعياً لصالح المجموعة التجريبية، وأسهم إلى حد كبير في خفض الحساسية الانفعالية، في حين لم يطرأ تغير دال إحصائياً في مستوى الحساسية الانفعالية لدى المجموعة الضابطة. وتعزو الباحثة الخفض الذي طرأ على مستوى الحساسية الانفعالية لدى أطفال المجموعة التجريبية إلى استجابة المجموعة التجريبية للبرنامج، وأسهم في خفض ذلك هو رغبة أطفال المجموعة التجريبية ودافعيتهم في الحصول على المعززات، وهذا يتفق مع ما جاء في نظرية سكنر. (ملخص المؤلف)