تقويم مصادر المعرفة في جامعة بغداد على وفق الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي


En

حاولت الباحثة تحديد مشكلة البحث من خلال مؤشرات عدة منها: فهم وإدراك المنظور المعرفي العربي العام وإبراز تحدياته، ثم فهم وإدراك واقع المعرفة في مجتمعنا لكوننا جزءاً من المحيط العربي. فمن اهم التحديات التي تواجه نشر المعرفة في مجتمعاتنا ضعف القدرة على اكتشاف الطرق الجديدة لنشرها واستنباط الحلول التي تستند إلى معرفة الوسائل الإدارية والبشرية والوسائط الحديثة المستخدمة في نقلها وإدراك قدرتها واستثمار خدماتها بما يلائم حاجة الباحثين والأساتذة والطلبة، وبحسب تخصصاتهم العلمية التي تتمثل في (التعليم – التثقيف – التدريب – التوعية) ونشر الوعي المعرفي، فما زالت وسائل الحصول على المعرفة تقليدية، وعاجزة عن مواكبة التطور والتقدم والتدفق الهائل في المعلومات، مثل ضعف شبكات الانترنت وقلة كفاءة الحواسيب، وضعف برامج وأنشطتها التعليم المستمر وضعف الخدمات في المختبرات، وعدم تلبيتها للمواصفات المطلوبة وسوء الخدمات المكتبية وقلة المصادر الحديثة، وضعف استخدام التقنيات المعلوماتية الحديثة، ولاسيما في جامعة بغداد، وعدم مواكبة مصادر المعرفة فيها للتطور العلمي والمعرفي الذي يشهده العالم بشكل متسارع على الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به مصادر المعرفة وعملياتها وتطبيقاتها في الجامعات، وما تحمله من معلومات ومعارف تمثل رافداً مهماً بما تمتلكه، وما عليها إظهاره على ارض الواقع، و ارتأت الباحثة معالجة مشكلة بحثها و تقويم مصادر المعرفة من خلال السؤال الآتي: (مدى تنفيذ الخطط والبرامج والأنشطة المتعلقة بمصادر المعرفة وفق الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي لسنة 2012/2022). أهمية البحث: يندرج الحديث اليوم عن المعرفة ضمن مشروع حضاري شامل يفترض استعداداً وتأهيلاً وتكويناً، وللنخب فيه دور حاسم في النقل والتوطين والاستيعاب والتملك، فاستعمال أرصدة المعرفة الرائجة في قنوات العالم يتطلب خلق جيل قادر على هذا الاستعمال من خلال التأسيس المادي لقواعد العلوم والمعرفة، لأن التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال "ثورت" جذرياً وسائط نقل المعرفة وتداولها، ووسعت من دائرة الفضاءات العامة التي يمكن للمرء الانتهال من مصادرها المعلومة والمعرفة، فتبرز أهمية البحث من أهمية جامعاتنا لأنها تمتلك الكثير من المصادر التي تشكل مورداً أساسياً للمعرفة، وأهم هذه المصادر (المكتبات، التقنيات المتمثلة بـ (الحواسيب، الانترنت)، المختبرات، التعليم المستمر) ودورها الفاعل في العملية التعليمية، بما تمتلكه من المعرفة والمعلومات، التي أصبحت تعد من أهم دعائم الثورة المعلوماتية والمعرفة. فبدون المعلومات لايمكن أن يكون هناك بحث علمي ولايمكن ان يكون هناك تقدم في أي مجال من مجالات المجتمع. وتضمنت أهدف البحث:1) تقويم تنفيذ الخطط والبرامج والأنشطة المتعلقة بمصادر المعرفة (المكتبات والمختبرات والتقنيات والتعليم المستمر) وفق الاستراتيجية الوطنية من وجهة نظر المدرسين. 2) تقويم تنفيذ الخطط والبرامج والانشطة المتعلقة بمصادر المعرفة (المكتبات، المختبرات، التقنيات، التعليم المستمر) وفق الاستراتيجية الوطنية من وجهة نظر العاملين. 3) تعرف الفروق بين المدرّسين في تقويم مصادر المعرفة في كليات جامعة بغداد وفق المتغيرات الآتية: الجنس (ذكور/ إناث)؛ التخصص (علمي/ انساني) اللقب العلمي (مدرس، مدرس مساعد، أستاذ مساعد، أستاذ). 4) تعرف الفروق بين العاملين في تقويم مصادر المعرفة في كليات جامعة بغداد وفق المتغيرات الآتية: الجنس (الذكور/ اناث)؛ التخصص (علمي/انساني)؛ مدة الخدمة. أما حدود البحث فهي: الحدود المكانية: كليات جامعة بغداد وهي (كليتان علميتان) و (كليتان انسانيتان)؛ الحدود الزمانية: العام الجامعي (2013 – 2014)؛ الحدود البشرية: مدرّسو الكليات (العلمية والانسانية) والعاملون في مراكز مصادر المعرفة في الكليات (العلمية والانسانية)؛ الحدود الموضوعية: مصادر المعرفة (المكتبات والمختبرات، التقنيات، التعليم المستمر) وفق الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي (2012 –2022). وقد تضمن الإطار النظري للبحث ثلاثة مباحث: تضمن المبحث الأول عرضاً تاريخياً للمعرفة وفلسفات المعرفة، ونظرية المعرفة، خصائص المعرفة وسماتها ونوعها وتضمن المبحث الثاني عرضا لمصادر المعرفة (المكتبات، المختبرات، التقنيات، التعليم المستمر)؛ وتضمن المبحث الثالث عرضاً لمفهوم الاستراتيجية، والاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي. ومن أجل تحقيق أهداف البحث، تم اعتماد المنهج الوصفي التحليلي، وقد قامت الباحثة بإعداد استبانة مصادر المعرفة مكونة من 4 مجالات وهي: (المكتبات، المختبرات، التعليم المستمر، التقنيات) استبانة خاصة بالمدرّسين، وبلغ عدد الفقرات 37 فقرة، واستبانة خاصة بالعاملين وبلغ عدد الفقرات 63 فقرة، ووزعت الأداة على عينة البحث من المدرسين البالغ عددهم 300 مدرّس ومن العاملين البالغ عددهم 41 عاملاً. وحُللت البيانات باستعمال البرنامج الإحصائي SPSS))، وتمت معالجتها باستخدام الوسائل الإحصائية الآتية (الأوساط المرجحة، الانحراف المعياري، الوزن المئوي، قيمة مربع كاي، طريقة الفاكرونباخ لاستخراج الثبات). وعليه توصل البحث الى النتائج الآتية: 1) لقد أظهرت النتائج أن الأنشطة والبرامج والخطط في الاستراتيجية من خلال التقويم أنها منفذة بدرجات متفاوتة واحتل مجال المكتبات المرتبة الأولى في التنفيذ من خلال تقويمه من وجهة نظر المدرّسين وأن المجالات الاخرى منفذة بنسب مختلفة. 2) لقد أظهرت النتائج أن الأنشطة والبرامج والخطط في الاستراتيجية من خلال التقويم أنها منفذة وأن المجالات الأربعة (المكتبات، المختبرات، التقنيات، التعليم المستمر) من وجه نظر العاملين من خلال التقويم جميعها منفذة. (ملخص المؤلف)