المكونات الأساسية لأساليب التعلم لدى طلبة الجامعة


En

انطلق الباحث لمعالجة مشكلته البحثية من التداخل والتشابه بين نماذج وأدوات قياس أساليب التعلّم، وتعد هذه المشكلة أساساً لبحوث ومجهودات بحثية كثيرة في البيئة العربية والأجنبية، وقد خلت البيئة المحلية من دراسات لهذا الغرض، وهذا التشابه والتداخل يعد مشكلة على المستوى النظري، من خلال الاختلاف الواضح في تعريف المفهوم وأبعاده، وعلى المستوى العملي من خلال وجود عدد كبير من الأدوات والاستراتيجيات المعدة لهذا الغرض زادت على السبعين نموذجاً وأداة. وتأسيساً على ذلك هدف البحث إلى التعرف على المكونات الأساسية لأساليب التعلّم، وبناء نموذج مقترح في ضوء النتائج. ولتحقيق هذه الأهداف تبنى الباحث تصنيف (كوفيلد وآخرون، 2004) لأساليب التعلم، وهو الأحدث في مجاله، وربما الأكثر جودة من الناحية العملية، وبمقتضى هذا التصنيف اعتمد الباحث خمسة نماذج مفسرة لأساليب التعلم مستخدماً أدواتها لقياس هذا المتغير على أفراد عينة البحث، وهي: نموذج رايندج لتحليل الأساليب المعرفية، ونموذج كولب، ونموذج جاكسون، ونموذج فيرمونت، ونموذج جريجورك. بعد إتمام إجراءات ترجمة الأدوات وإعداد مقياس تحليل الأساليب المعرفية لعدم توافره، واستخراج الخصائص الإحصائية الوصفية، وتحليل مفردات أدوات القياس، واستخراج الخصائص السيكومترية لها، طبّق أدوات القياس المستخدمة في البحث الحالي على عينة التطبيق النهائي للبحث البالغة 680 طالباً وطالبة موزعين على كليات جامعة واسط من الاختصاصين (العلمي والإنساني) وللصفوف الأربعة. وباستعمال التحليل العاملي بطريقة المكونات الأساسية والتدور المائل الأوبلمين، أظهرت النتائج وجود بنية جديدة لأساليب التعلّم، مع احتفاظ مقياس تحليل الأساليب المعرفية وقائمة كولب ببنيتهما العاملية، وقد فسر الباحث هذه النتائج، ووضع (نموذج عاملي) على هرم مقترح لأساليب التعلّم، وقدم في نهاية البحث عدداً من التوصيات والمقترحات، من أجل تطوير البحث في هذا المجال. (ملخص المؤلف)