أثر إستراتيجية معالجة المعلومات في اكتساب المفاهيم التاريخية عند طالبات الصف الثاني المتوسط


En

يهدف البحث التعرف على أثر إستراتيجية معالجة المعلومات في اكتساب المفاهيم التاريخية عند طالبات الصف الثاني المتوسط. ولتحقيق هدف البحث وضعت الباحثة الفرضية الصفرية الآتية: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 بين متوسط درجات المجموعة التجريبية التي تدرس المادة باستعمال إستراتيجية معالجة المعلومات، والمجموعة الضابطة التي تدرس المادة باستعمال الطريقة التقليدية في اختبار اكتساب المفاهيم التاريخية. وقد حددت الباحثة العينة بمجموعتين: 1) المجموعة التجريبية وعدد طالباتها 30 من الشعبة (أ) وتدرس مادة التاريخ العربي الإسلامي، باستعمال إستراتيجية معالجة المعلومات. 2) المجموعة الضابطة وعدد طالباتها 30 من الشعبة (ج) وتدرس مادة التاريخ العربي الإسلامي، باستعمال الطريقة التقليدية. وكافأت الباحثة بين المجموعتين في المتغيرات (الذكاء، العمر الزمني، الدرجات النهائية في مادة التاريخ للصف الأول المتوسط، المستوى التعليمي للأب، المستوى التعليمي للأم). وبعد أن حددت الباحثة المادة العلمية المراد تدريسها والتي شملت الفصلين الرابع والخامس من كتاب التاريخ العربي الإسلامي للصف الثاني المتوسط المقرر تدريسه للعام الدراسي 2014-2015، وفي ضوء محتواه حُدِّدت المفاهيم التاريخية الرئيسة وعددها 24 مفهوماً تاريخياً، أعدت أهدافاً سلوكية بلغ عددها 72 هدفاً تقيس عمليات اكتساب المفهوم (تعريف، تمييز، تطبيق) كما أعدت خططاً تدريسية بواقع 20 خطة تدريسية يومية لكل مجموعة من مجموعتي البحث. وأجرت الباحثة اختباراً بعدياً لاكتساب المفاهيم التاريخية من نوع (الاختيار من متعدد) ذي البدائل الأربعة بلغ عدد فقراته 72 فقرة، تم التحقق من صدقه وثباته والقوة التمييزية ومعامل صعوبته وفعالية البدائل الخاطئة. استمر إجراء التجربة 11 أسبوعا،ً قامت الباحثة في نهايتها بتطبيق اختبار اكتساب المفاهيم التاريخية البعدي، على مجموعتي البحث، واستعملت الوسائل الإحصائية المناسبة، ومنها الاختبار التائي لعينتين مستقلتين (T-test) ومربع كاي (Chi-square) ومعامل ارتباط بيرسون لتحقيق أهداف البحث. أسفر البحث عن النتيجة الآتية: تفوق المجموعة التجريبية الأولى، والتي درست باستعمال إستراتيجية معالجة المعلومات لاكتساب المفاهيم التاريخية، على المجموعة الضابطة التي درست بالطريقة التقليدية. وفي ضوء نتيجة البحث خلصت الباحثة إلى الاستنتاجات الآتية: 1) استعمال إستراتيجية معالجة المعلومات أكثر فاعلية في اكتساب المفاهيم التاريخية من الطريقة التقليدية عند طالبات الصف الثاني المتوسط. 2) استعمال إستراتيجية معالجة المعلومات في التدريس يتماشى مع متطلبات التربية الحديثة والتطور العلمي، ولاسيما في الميدان التربوي مما يساعد على تحقيق اتجاه رئيس من اتجاهات الفكر التربوي المعاصر وأهدافه وهو استثارة وتحفيز الطلبة نحو التعلم. 3) استعمال إستراتيجية معالجة المعلومات ساعد على رفع مستوى الطالبات لاكتساب المفاهيم التاريخية وتنظيم عملية تدريسها بطريقة متسلسلة ومترابطة ومتكاملة. 4) استعمال إستراتيجية معالجة المعلومات في التدريس ساعد على ظهور سلوكيات مرغوب فيها لدى الطالبات، منها الانتباه خلال الدرس والاهتمام بمادة التاريخ وإثارة تشوق الطالبات لمتابعتها والإقبال على دراستها. وقدمت الباحثة مجموعة من التوصيات: 1) توجيه المدرسين والمدرسات إلى ضرورة الاهتمام باستعمال إستراتيجية معالجة المعلومات في التدريس، وإعطائها مكانة متميزة ضمن الخطط التدريسية اليومية؛ وحث مدرّسي ومدرّسات التاريخ على الاهتمام بإبراز المفاهيم العامة والفرعية، بدلاً من الحفظ والتلقين عند طالبات الصف الثاني المتوسط. 2) ضرورة امتلاك مدرّسي ومدرّسات التاريخ القدرة على ربط المفاهيم التاريخية ودمجها بالخبرة السابقة. 3) فتح دورات تأهيلية وتطويرية للمدرّسين والمدرّسات في وزارة التربية، لرفدهم بالإستراتيجيات التدريسية الحديثة ومنها (إستراتيجية معالجة المعلومات). واقترحت الباحثة إجراء الدراسات الآتية: 1) دراسة عن أثر استعمال إستراتيجية معالجة المعلومات في مواد دراسية ومراحل دراسية أخرى ولكلا الجنسين. 2) دراسة مقارنة بين إستراتيجية معالجة المعلومات وإستراتيجيات تدريسية أخرى في اكتساب المفاهيم؛ وتبيُّن أثر استعمال إستراتيجية معالجة المعلومات في متغيرات أخرى مثل التحصيل والتفكير الاستدلالي والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي وفق متغير الجنس. (ملخص المؤلف)