التشوه الإدراكي وعلاقته بأساليب التعلم وعوامل الشخصية الخمسة الكبرى لدى طلبة المرحلة الإعدادية


En

يقترن التشوه الإدراكي بالأفكار التلقائية وهي تلك العبارات التي نرددها في داخلنا بشكل عفوي، عندما نكون في مواقف معينة. وقد سميت تلقائية لأنها ليست نتاج تحليل منطقي أو واعٍ للموقف، بل هي أقرب ما تكون لرد الفعل السريع. ومع أن هذه الأفكار قد تكون إيجابية أحيانا وسلبية أحيانا أخرى، إلا أن الصبغة السلبية هي الطاغية عليها، وكلما مارسنا هذا النوع من التفكير أصبح من الصعب علينا التعرف عليه لأنه أضحى منسجما مع الرؤية السلبية التي يصطبغ بها عالمنا الداخلي. ويمثل التعلم وأساليبه أهم النشاطات العقلية التي يقوم بها الإنسان، وإن المنظومة العقلية من أهم منظومات الشخصية، لذلك تكون معرفة العلاقة بين المظاهر الإدراكية وسمات الشخص الذي يمارس هذا الأسلوب أو ذاك عند إدراكه ومعالجته للموقف ضرورية في التنبؤ بما سيكون عليه سلوك الإنسان إزاء ما يواجهه من مواقف متعددة في حياته، وقد اقتصرت الدراسات على بحث التشوه الإدراكي في مساقات الصحة النفسية ولم تتناوله في البحث مع أساليب التعلم وعوامل الشخصية، واستهدف البحث إلى تعرف: 1) التشوه الإدراكي لدى طلبة المرحلة الإعدادية. 2) أساليب التعلم لدى طلبة المرحلة الإعدادية. 3) عوامل الشخصية الخمسة الكبرى لدى طلبة المرحلة الإعدادية. 4) العلاقة بين التشوه الإدراكي وأساليب التعلم لدى طلبة المرحلة الإعدادية للعينة ككل وتبعا لمتغيري الجنس والتخصص الدراسي. 5) العلاقة بين التشوه الإدراكي وعوامل الشخصية الخمسة الكبرى لدى طلبة المرحلة الإعدادية للعينة ككل وتبعا لمتغيري الجنس والتخصص الدراسي. 6) الفروق ذات الدلالة الإحصائية في مستوى التشوه الإدراكي لدى طلبة المرحلة الإعدادية تبعا لمتغيري الجنس، التخصص الدراسي. 7) الفروق ذات الدلالة الإحصائية في أساليب التعلم لدى طلبة المرحلة الإعدادية تبعا لمتغيري: الجنس، التخصص الدراسي. 8) الفروق ذات الدلالة الإحصائية في عوامل الشخصية الخمسة الكبرى لدى طلبة المرحلة الإعدادية تبعا لمتغيري: الجنس، التخصص الدراسي. 9) الفروق في عوامل الشخصية الخمسة الكبرى لدى طلبة المرحلة الإعدادية تبعا لأساليب التعلم. وتحقيقا لأهداف البحث فقد استعمل الباحث ثلاثة مقاييس أجنبية هي: 1) قائمة التشوه الإدراكي (Cognitive Distortion Inventory) ليوركا ودايتوماسو (Yurica & DiTomaso, 2001). 2) قائمة أساليب التعلم(Learning Style Inventory) لكولب(Kollb, 2007). 3) قائمة الخمسة الكبرى(Big Five Inventory) لجون وآخرين(John, et al, 1991). وتم تطبيق الأدوات الثلاث على عينة البحث البالغة 400 طالب وطالبة من طلبة المرحلة الإعدادية، وتم استخراج القوة التميزية لفقرات كل أداة بما يتلاءم معها من أساليب(أسلوب المجموعتين المتطرفتين، وأسلوب علاقة درجة الفقرة بالدرجة الكلية، وأسلوب علاقة درجة الفقرة بدرجة المجال)، كما توافر في الأدوات نوعان من الصدق هما(الصدق الظاهري، وصدق البناء)، وتم التحقق من الثبات بطريقتين هما (الاختبار إعادة الاختبار، وتحليل التباين). وبعد التأكد من صلاحية الأدوات الثلاث، من خلال مؤشرات الصدق والثبات، أعدَ الباحث عينة التحليل الإحصائي عينة لاستخراج النتائج. وباستعمال معامل ارتباط بيرسون، ومعامل الارتباط الثنائي الأصيل(بايسيريال)، والاختبار التائي لعينة واحدة ولعينتين مستقلتين، والاختبار الزائي، ومربع كاي لحسن المطابقة وللاستقلالية، وتحليل التباين الأحادي والثنائي بتفاعل. كان من أهم النتائج ما يأتي: 1( تتمتع العينة بمستوى منخفض من التشوه الإدراكي، وكان عامل الكمالية المطلقة هو الأكثر ظهورا لدى أفراد العينة. 2( أسلوب التعلم التباعدي هو الأكثر تفضيلا لدى طلبة المرحلة الإعدادية عينة البحث. 3) أن ترتيب عوامل الشخصية الخمسة بحسب ظهورها لدى أفراد العينة هو(التفتح الذهني، الانبساطية، المقبولية، حيوية الضمير، العصابية) على الترتيب. 4) لا توجد علاقة بين التشوه الإدراكي وأساليب التعلم لدى طلبة المرحلة الإعدادية. 5) توجد علاقة موجبة دالة إحصائيا بين التشوه الإدراكي وعوامل العصابية، وحيوية الضمير، والمقبولية. ولا توجد علاقة بين التشوه الإدراكي وعاملي التفتح الذهني والانبساطية. 6) توجد فروق في التشوه الإدراكي تبعا لمتغير التخصص الدراسي، ولا توجد فروق في التشوه الإدراكي تبعا للجنس، أو تبعا للتفاعل بين الجنس والتخصص الدراسي. 7) لا توجد فروق في أساليب التعلم تبعا لمتغيري الجنس والتخصص الدراسي. 8) لا توجد فروق في عوامل الشخصية الخمسة الكبرى تبعا للجنس أو التخصص الدراسي أو التفاعل بينهما، عدا الفرق الذي ظهر في عامل الانبساطية تبعا لمتغير الجنس ولصالح الإناث. 9) لا توجد فروق في عوامل الشخصية الخمسة الكبرى تبعا لأساليب التعلم. وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها واستكمالا للبحث أوصى الباحث ببعض التوصيات واقترح مجموعة من المقترحات للأبحاث المستقبلية. (الملخص المنشور)