فاعلية التعلم البنائي في اكتساب طلبة قسم التربية الاسرية والمهن الفنية لمهارات الزخرفة الهندسية


En

يهدف البحث الحالي إلى تعرّف فاعلية التعلم البنائي في اكتساب طلبة قسم التربية الأسرية والمهن الفنية لمهارات الزخرفة الهندسية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف اتبع الباحث منهجا تجريبيا ذا ضبط جزئي، واختار على نحو قصدي طلبة المرحلة الأولى / الدراسة الصباحية لقسم التربية الأسرية والمهن الفنية في كلية التربية الأساسية، الجامعة المستنصرية/ بغداد، ميدانا لتطبيق التجربة، حيث يضم القسم شعبة واحدة للمرحلة الأولى، عدد أفرادها 54 طالبا وطالبة، اقتصرت عينة البحث على 36 طالبا وطالبة، عمد الباحث إلى توزيعها عشوائيا على مجموعتين تجريبية وضابطة، بواقع 18 طالبا وطالبة في كل مجموعة، كافأ بينهما إحصائيا في متغيرات العمر الزمني، والتحصيل الدراسي للأباء والأمهات، وفي الخبرة السابقة، ولم تكن الفروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05. وبعد أن حُدّدت المادة العلمية، تمت صياغة 61 هدفا سلوكيا، وأعدت 5 خطط تدريسية، تدرس للمجموعة التجريبية بطريقة أنموذج التعلم البنائي، وللمجموعة الضابطة بالطريقة التقليدية. ولغرض قياس مستوى اكتساب طلبة مجموعتي البحث لمهارات الزخرفة الهندسية، أعد الباحث اختبارا مهاريا موضوعيا يتكون من 61 فقرة، فضلا عن استمارة تقويم الأداء المهاري لقياس مستوى النتاج النهائي لمهارات الزخرفة الهندسية. وبعد تطبيق الاختبار قبليا وبعديا على مجموعتي البحث وتحليل النتائج ومعالجتها إحصائيا، إتضح وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد مجموعتي البحث ولمصلحة طلبة المجموعة التجريبية الذين درسوا الزخرفة الهندسية بطريقة أنموذج التعلم البنائي. على ضوء النتائج التي توصل إليها البحث الحالي، يسجل الباحث عددا من الاستنتاجات وهي: 1) أكدت الدراسة الحالية إمكانية استخدام طريقة أنموذج التعلم البنائي في التدريس الصفي، لما لها من فاعلية في تعليم المفاهيم والمهارات الأدائية مقارنة بالطريقة التقليدية التي تركز على حفظ وتلقين المعلومات. 2) إن التدريس وفق استراتيجية أنموذج التعلم البنائي له فاعلية إيجابية في تعلم المفاهيم والمهارات العملية، وقد سهّلَ على الطلبة فهمها وإدراكها ومن ثم اكتسابها، على نقيض الطلبة الذين تعلموا بالطريقة الاعتيادية إذ انخفضت لديهم عمليتا الفهم وإدراك المعرفة. 3) إن أنموذج التعلم البنائي يجعل المتعلم محور العملية التعليمية بصورة فعلية فهو يكتشف ويبحث ويتيح له فرصة القيام بدور العلماء مما ينمي لديه الاتجاه الإيجابي نحو العلم والعلماء ونحو المجتمع وقضاياه ومشكلاته المختلفة، فضلا عن ممارسة عمليات العلم المختلفة مثل الملاحظة والاستنتاج وفرض الفروض والقياس واختبار صحة الفروض وغيرها من عمليات العلم . 4) يراعي الفروق الفردية لدى المتعلمين ويساعدهم على اكتساب الخبرات بعضهم من بعض من خلال المناقشة والحوار بين المتعلمين أو بين المتعلمين والمعلم. 5) يساعد الطلبة على التفكير بطريقة علمية مما يؤدى إلى تنمية التفكير الإبتكاري لديهم ويجعلهم يقومون بالتفكيـر في أكبر عدد ممكن من الحلول للمشكلة الواحدة، حيث يتطلب من المتعلمين إعطاء أكبر قدر من الحلول للمشكلة الواحدة، مما يجعلهم في حالة تفكير مستمر، ويؤدي إلى تنمية التفكير بأنواعه لديهم. 6) يشجع هذا الأنموذج على العمل الجماعي بين الطلبة ، والعمل كفريق واحد مما يكسبهم لغة الحوار السليمة من خلال المناقشة بعضهم مع بعض ومع المعلم ويتيح لهم الفرص لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد يصلون إليها من خلال جلسات الحوار التي يعقدها المدرس الذي يقتصر دوره على تنظيم بيئة التعلم والتوجيه والإرشاد وكمصدر للمعلومات في بعض الأحيان ومنسق لجلسات الحوار. 7) يسمح هذا الأنموذج باستخدام العديد من المناشـط والتجارب وعرض الأفلام التعليمية واستخدام الوسائل المختلفة التي تساعد في تعلم الطلبة. وعليه يرى الباحث أن هذا الأنموذج يعد شاملا للتعليم والتعلم من خلال بناء الطلبة للمعرفة بأنفسهم، ووفق مراحله المختلفة. (الملخص المنشور)