تقويم المناهج التربوية والنفسية في أقسام التربية الخاصة لكليات التربية الأساسية من وجهة نظر التدريسيين والخريجين



إنَّ أهمية التقويم قد تجلت في ميدان التربية والتعليم, ذلك لما للقرارات المعتمد عليها في هذا الميدان من آثار عظيمة، تظهر على الناشئين، ومن ثم على المجتمع كله، لاسيما وأنَّ التربية في القرن الماضي واجهت كثيرا من التحديات، المتمثلة بطبيعة العصر، وما يتسم به من تقدم علميّ، وتزايد سكاني، وانفتاح عالميّ، ممّا يفرض المراجعة والتعديل الدائمين في عناصر العملية التعليمية التربوية بما فيها. ويُعدَّ التقويم جزءاً أساسياً في العملية التعليمية، نظرا لأهميته في تحديد مقدار ما يحقق من الأهداف التعليمية والغايات التربوية المنشودة أو المرسومة التي ينتظر منها أن تظهر على الفرد المتعلم إيجابيا. ويرمي التقويم بصفة أساسية الى تحسين العملية التعليمية من طريق تحسين ما يبتغيه من أهداف، وما يبتغيه من تحسين مستوى الأداء اللازم، لتحقيق هذه الأهداف. لذلك لا يمكن بناء أي منهج دراسي من غير أن تدخل في هذا البناء أساليب التقويم، التي تتضمن تخطيط المنهج وتنفيذه وقياس أثره. إستهدف البحث الحالي (تقويم المناهج التربوية والنفسية في أقسام التربية الخاصة لكليات التربية الأساسية من وجهة نظر التدريسيين والخريجين). ويقتصر البحث الحالي على: 1) المجالات الرئيسة التي تضمنها الهدف. 2) المناهج التربوية والنفسية. 3) تدريسيي المواد التربوية والنفسية والمعلمين، المعلمات خريجي قسم التربية الخاصة. 4) العام الدراسي (2012-2013). إستعمل الباحث الاستبانة أداة لتحقيق أهداف بحثه، وقد بناها الباحث في ضوء دراسة استطلاعية لعينة مؤلفة من 15 تدريسيا من تدريسيي المواد التربوية والنفسية في أقسام التربية الخاصة في كليات التربية الأساسية، 50 معلما من معلمي ومعلمات التربية الخاصة، فضلاً عن مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة ذات العلاقة بتقويم المناهج الدراسية، وبعد أن تحـقق الـباحث من صـدق الأداة وثباتها، توصل إلى الشكل النهائي لاستبانة التدريسيين، إذ تكونت من 87 فقرة موزعة على ستة مجالات هي :(مجال الأهداف، ومجال المحتوى، ومجال طرائق التدريس، مجال التقنيات التعليمية ومجال النشاطات، ومجال التقويم). والشكل النهائي لاستبانة المعلمين تكونت من 51 فقرة، موزعة على خمسة مجالات هي: (مجال الأهداف، ومجال المحتوى، ومجال طرائق التدريس، ومجال النشاطات، ومجال التقويم). واستعمل الباحث معامل ارتباط بيرسون، والوسط المرجح، والوزن المئويّ، وسائل إحصائية. وقد توصل الباحث إلى عدة استنتاجات، منها: 1) تشكل المجالات الستة في استبانة التدريسيين التي تضمنها البحث منظومة متكاملة ومتفاعلة، لذا يجب على القائمين بوضع المناهج الدراسية الأخذ بالحسبان أهمية كل عنصر من عناصر المنهج، وتأثير بعضها في البعض الأخر. كذلك أوصى الباحث بتوصيات عدة منها: ضرورة انفتاح المناهج التربوية والنفسية في أقسام التربية الخاصة على معطيات العصر وتطوراته العلمية أما أبرز المقترحات فهي: إجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية على كليات التربية للعلوم الإنسانية. (ملخص المؤلف)