إدراك المحيط وعلاقته بالحاجة إلى المعرفة لدى طلبة الجامعة



إن تطور أي أمة من الأمم يعتمد بشكلٍ كبير على نوعية مخرجات النظام التعليمي في المجتمع، إذ تؤدي المخرجات دورا كبيرا في إدارة شؤون ذلك المجتمع، لذلك تعدّ الجامعة من أهم المرتكزات التي يرتكز إليها المجتمع في تقدمهِ ونموهِ في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ومع زيادة التقدم العلمي واتساع مطالب الحياة زادت حاجة الفرد إلى استعمال قدراتهِ العقلية والمعرفية لكي يتمكن من التكيف مع المحيط. وعلى هذا الأساس يعدّ الإدراك Perception من أكثر المواضيع التي نالت اهتمام علماء النفس عامة لما لهُ صلة مباشرة بحياة الناس اليومية، وهو أحد مفاتيح التعلم ووسائلهُ الفاعلة، كون التعلم يتطلب إدراكا فاعلا للمثيرات التي يستقبلها المتعلم، وإعطاءها قيمة ومعنى، وإن مهمة الإدراك هي معالجة المعلومات الواردة وحل رموزها بحيث يتعرّف المُدرك على العالم المحيط والتعامل معهُ بالشكل المناسب. وتلعب الحاجة إلى المعرفة أيضا دورا مهما في مختلف مجالات الحياة وخصوصا في مجالات التعلّم والتعليم والأداء الأكاديمي، وهي تسهم في رفع المستوى التعليمي للطلاب وتزيد من المثابرة والحماس والتحدي لديهم، وإن الحاجة إلى المعرفة هي واحدة من الأهداف التي يسعى الفرد لتحقيقها وإشباعها لأنها هدف عقلي يُوجه سلوك الفرد نحو البحث عن الفهم والمعرفة. وقد سعى البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية: 1) قياس إدراك المحيط لدى طلبة الجامعة. 2) قياس الحاجة إلى المعرفة لدى طلبة الجامعة. 3) قياس إدراك المحيط لدى طلبة الجامعة وفق متغير الجنس. 4) قياس الحاجة إلى المعرفة لدى طلبة الجامعة وفق متغير الجنس. 5) إيجاد العلاقة الارتباطية بين متغيري (إدراك المحيط) و(الحاجه إلى المعرفة) لدى طلبة الجامعة. وقد طبق المقياسان على عينة البحث التطبيقية المكونة من 100 طالب وطالبة من طلبة جامعة بغداد في الجادرية حصرا لأسباب ذكرت في طيات البحث الحالي، أما بالنسبة للخصائص السايكومترية لاختبار إدراك المحيط فإنه يتمتع بصدق وثبات عاليين، ولأجل استخراج الخصائص السايكومترية لمقياس الحاجة إلى المعرفة، طُبق المقياس على عينة التمييز المكونة من 200 طالب وطالبة، وبعد تطبيق أداتي البحث على عينة البحث التطبيقية وتحليل البيانات توصلت الباحثة إلى النتائج الآتية: 1) إن عينة البحث من الذكور يتمتعون بمجال رؤية، وقوة تركيز، وانتباه منقسم، ومتوسط زمن رد فعل كلي مقارنةً بأقرانهم من الإناث. لكن لم يكن هنالك فروق بين الذكور والإناث وفق (النضج الانفعالي)، وأيضا متغير الحاجة إلى المعرفة. 2) أن عينة البحث من طلبة الجامعة يتمتعون بمستوى مرتفع من الحاجة إلى المعرفة. 3) وإن هنالك علاقة ارتباطية إيجابية بين كل من (مجال الرؤية، والنضج الانفعالي) ومتغير الحاجة إلى المعرفة، أما كل من المكونات الآتية (قوة التركيز، والانتباه المنقسم، ومتوسط زمن رد الفعل الكلي) فقد ارتبطت ارتباطا سلبيا مع متغير الحاجة إلى المعرفة. (ملخص المؤلف)