تحديات التقويم التربوي في الطور الثانوي : الوضعية الإدماجية أنموذجا


En

لقد قامت المقاربة بالأهداف على أسس النظرية السلوكية، ولعل هذا ما جعل المتعلم يستقبل دون وعي ودون ابتكار - رد فعل شرطي (مثير/ استجابة) - ويُقَوم باعتبار درجة حفظه و تذكّره للمعارف، لا على كيفية استثمار هذه المعلومات في وضعيات إدماجية جديدة. أما في المقاربة بالكفاءات، فلا يُعنى التقويم بكفاءة الحفظ، بقدر عنايته بكفاءة الأداء، من خلال تقويم القدرة على إدماج الموارد وتوظيفها في كل وضعية مشكلة جديدة وذات دلالة بالنسبة للمتعلم، ومثل هذا النشاط الذي يتطلّب حلا لمشكلة من شأنه أن يُنمي المهارات العقلية لدى المتعلم، لِما له من ممارسة لمهارات التفكير العليا، لأنّ الوضعية هي الاختبار الذي يتعدّى الوسط المدرسي إلى الوسط المعيشي لهذا المتعلّم، و لذلك على المدرّس أن يصاحب المتعلّمين الذين يواجهون صعوبات في الوضعية الإدماجية، بمعالجة تعثّراتهم بشكل منتظم وفعال، والأهمّ ألا يَحيد المدرس عن الوظيفة الأساسية للتقويم والمتمثلة في تعديل مسار العملية التعليمية و التعلمية، ولا يجعله وظيفة رقابية أو إدارية …، ذلك أن التقويم التربوي أصبح يرافق - في ظل المقاربة بالكفاءات - مختلف محطات التعلم، حيث إنّه يسهم في تيسير مهمة المتعلم في اكتساب الموارد المختلفة، فهو من الإجراءات البيداغوجية التي تهدف إلى معرفة نمو تعلم التلاميذ ومساعدتهم في تعلمهم. وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على التحديات التي تقف عائقاً أمام نجاح المتعلم في الوضعية الإدماجية في الطور الثانوي من خلال استقراء الوضعيات المقترحة في الكتاب المدرسي للسنة الثانية من التعليم الثانوي - شعبة آداب وفلسفة -، مع محاولة اقتراح الحلول المناسبة. (الملخص المنشور)