التربية وتكوين العقل النقدي : من السلطوية إلى الحوار


En

عرض البحث لجدلية تكوين العقل النقدي في عملية التربية، من خلال تحديد مفهوم العقل النقدي، ودواعي الاهتمام بتكوينه، ورصد الملامح الأساسية للعقل النقدي، والوقوف على معوقات تكوين العقل النقدي، وبيان مظاهر التربية السلطوية وأثرها على تكوين العقل النقدي، ووظَّف البحثُ المنهجَ النقدي في تحقيق الأهداف سالفة الذكر. وخلص البحث إلى أنه لتحقيق علاقات تربوية وبيداغوجية إيجابية تسهم في تكوين العقل النقدي لا بد من تغييرات تمس المجتمع في تمثلاته حول تربية الفرد ككائن إنساني مستقل يحتاج إلى أن يتدرب عقله على التفكير والنقد والحوار، وطرح البحث مجموعة من الموجهات الإجرائية لتكوين العقل النقدي، والتي يلزم توافرها كي تتمكن التربية من بناء أجيال من ذوي العقول الناقدة، وذلك انطلاقا من أن مسؤولية تكوين العقل النقدي تقع على مختلف مؤسسات المجتمع، بدءا من الأسرة، وامتدادا إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية والثقافية والفكرية، بحيث يتخلل أسلوب ومنهج التفكير النقدي مختلف سياساتها وأنشطتها، ويعتبر التعليم عنصرا رئيسا في مجموعة العناصر المتكاملة التي تسهم في تكوين الفرد المفكر النقدي، فالتعليم إما أن يكون أداة لإعادة إنتاج العقل الاتباعي النقلي، أو لتكوين العقل النقدي من خلال إعداد الفرد القادر على إعمال عقله بطريقة نقدية في تناوله للأمور. هذا وقد اعتبر توفير مناخ حرية التفكير والتعبير والحوار الفاعل والمساءلة والمراجعة المنطقية والمناقشة والنقد والشك والبحث بمثابة الأجواء المحفّزة والميسرة لنمو وتكوين العقل النقدي لدى الفرد، إذ أن التربية التي تقوم على التسلط، ومصادرة حرية التفكير والنقد والحوار تعمل على تقييد عقول الأفراد وكبت حريتهم وتكبيل فكرهم. (الملخص المنشور)