أثر برنامج إرشاد جمعي في تحسين المرونة النفسية والرضا عن الحياة لدى طالبات المرحلة الثانوية


En

سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر برنامج إرشاد جمعي في تحسين المرونة النفسية والرضا عن الحياة لدى عينة من طالبات المرحلة الثانية. وقد تم اختيار عينة الدراسة من الطالبات الإناث المسجلات، في إحدى المدارس الحكومية في مدينة الزرقاء، الأردن. واللواتي أظهرت نتائج التقديرات الذواتية أنهن يعانين من مستوى منخفض من المرونة النفسية والرضا عن الحياة. وتألف أفراد الدراسة من ن=40 طالبة تراوحت أعمارهن ما بين 15-17 سنة، تم توزيعهن عشوائياً إلى مجموعتين: المجموعة التجريبية ن=20، والمجموعة الضابطة ن=20 التي لم يقدم لها البرنامج الإرشادي. وقد طُبّق على أفراد العينة في القياسين القبلي والبعدي مقياسان: المرونة النفسية والرضا عن الحياة. وطُبّق أيضا في قياس المتابعة على أفراد المجموعة التجريبية فقط، وتمّ التّحقق من تكافؤ المجموعتين في القياسات القبلية على جميع المقاييس المستخدمة في الدراسة. واستند تصميم وبناء برنامج الإرشاد الجمعي إلى منظور العلاج المعرفي السلوكي والتعليم النفسي. وقد تألف البرنامج من 14 جلسة إرشاد جمعي، بواقع ثلاث جلسات أسبوعياً، وتراوحت مدة الجلسة من 40 دقيقة إلى 50 دقيقة. وأشارت التحليلات الإحصائية إلى النتائج الآتية: أولاً، وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى 0.05=α، بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية ودرجات المجموعة الضابطة في القياس البعدي على مقياس المرونة النفسية (الدرجة الكلية والفرعية) بأبعاده الأربعة: الكفاية الشخصية، والثقة بالذات والقدرة على التحمل، والتقبل الإيجابي للتغيير، وضبط الذات، لصالح المجموعة التجريبية، ما يشير إلى كفاءة برنامج الإرشاد الجمعي المستخدم في هذه الدراسة. ثانيا،ً وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى 0.05=α بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية ودرجات المجموعة الضابطة في القياس البعدي على مقياس الرضا عن الحياة (الدرجة الكلية والفرعية) بأبعاده الستة: السعادة، المخالطة الاجتماعية، والطمأنينة، والاستقرار النفسي، والتقدير الإجتماعي، والقناعة لصالح المجموعة التجريبية، ما يشير إلى كفاءة برنامج الإرشاد الجمعي المستخدم في هذه الدراسة. ثالثاً: أشارت نتائج المقارنات بين نتائج القياس البعدي بعد تطبيق برنامج الإرشاد الجمعي على المجموعة التجريبية، والقياس التتبعي بعد مرور أربعة أسابيع على مقياس المرونة النفسية، إلى وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى 0.05=α، يين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياس البعدي والتتبعي، على الدرجة الكلية والفرعية لمقياس المرونة النفسية (الدرجة الكلية والفرعية)، وإيجابياً لصالح القياس التتبعي، ما يشير لتحسن أداء أفراد المجموعة التجريبية في القياس التتبعي بدرجة دالة إحصائياً على هذه المقاييس ولإحتفاظ المشاركات بالمكاسب العلاجية التي حققتها في القياس البعدي واستمرار هذا التحسن بدرجة دالة إحصائياً. رابعاً: أشارت نتائج المقارنات بين نتائج القياس البعدي بعد تطبيق برنامج الإرشاد الجمعي على المجموعة التجريبية، والقياس التتبعي بعد مرور أربعة أسابيع على مقياس الرضا عن الحياة (الدرجة الكلية والفرعية)، إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى 0.05=α، بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياس البعدي التتبعي، على الدرجة الكلية والفرعية لمقياس الرضا عن الحياة، فقد تحسنت درجات الطالبات على بعض المقاييس لتصبح أفضل، وتراجعت بصورة طفيفة على بعضها الآخر لكن بدرجة غير دالة إحصائياً مقارنة بدرجاتهن على المقاييس نفسها في القياس البعدي. وتشير هذه النتائج إلى أن المجموعات الإرشادية قد تكون فعالة في مساعدة طالبات المرحلة الثانوية عندما يواجهن خبرة المشاعر الانفعالية اليائسة والقلقة، واللواتي قد يفتقرن للمرونة النفسية والرضا عن الحياة كالمشاركات في هذه الدراسة، وأنها يجب أن تطبق بانتظام ضمن التدخلات الإرشادية في بيئة المدارس الأردنية. وقد يجري الباحثون دراسات مستقبلية مماثلة تهدف لمساعدة الطلبة من الجنسين في مجموعات الأعمار الأخرى. إضافة إلى ذلك، هناك حاجة لتصميم برامج الإرشاد الجمعي التي تضع في الاعتبار التدخلات الوقائية الأولية لطلبة المدارس الذين يُظهرون مؤشرات تعاسة وأسى في الحياة ونقص في المرونة النفسية. (ملخص المؤلف)