شبكة المعلومات العربية التربوية

تعالج الدراسة حال العلوم الاجتماعية عامة والممارسة السوسيولوجية خاصة، من دون عزلها عن الظروف التاريخية التي تشكلت فيها كتلة المعارف الاجتماعية في المنطقة العربية، والمغاربية - التي هي محل التركيز في هذه الدراسة. وعليه لم يتم تجاهل المرجعيات والجهد الذي يبذل من أجل إبراز جملة من الحقائق التاريخية ذات الصلة بالموضوع. تم التطرق أولا إلى الوضعية التي هي عليها الجامعة في المنطقة العربية، والتي يعتبر تهميش العلوم الاجتماعية والانسانية المبرمجة من أهم خصائصها، هذه الوضعية تحتاج إلى معالجة ممتدة تاريخيا ترجع إلى مراحل التأسيس الأولى لفهم الوضع الحالي مع التركيز على المعرفة السوسيولوجية في المنطقة المغاربية، وتحديدا في كل من الجزائر والمغرب بصفتهما حالتين متلاصقتين من حيث البعد التاريخي، متشابهتين من حيث النتائج، ومختلفتين من حيث طبيعة الأسباب البنيوية. وقد خلصت الدراسة إلى أن أسباب التهميش والكبح التي تعانيها المعرفة الاجتماعية والسوسيولوجية منها خاصة، نجد جزءا من تفسير لها خارج الأسباب الذاتية في مواقف الخطاب الرسمي الإصلاحي من هذه المعرفة. يعني ذلك أن الخطاب الرسمي حاول في فترة السبعينيات أن يجعل من العلوم الاجتماعية وعلم الاجتماع تحديدا مادة نضالية لا تفسيرية، تلعب دورا في عملية التحرر الاقتصادي والثقافي، هذا الدور كان مشروطا بأن يقوم علم الاجتماع بنقد ذاتي وبمراجعة منهاجه ونماذجه التحليلية المكتسبة فيعتمد المقاربة الدينامكية في تحليله لمشاكل المنطقة، وذلك في محاولة كلية لوضع قوانين تطوّر المنطقة بعيدا عن الأطروحات الثقافية التي تأخذ من جمود اتساق القيم دليلا على استمرارية الحالة التي هي عليها المجتمعات المدروسة. (شمعة)