شبكة المعلومات العربية التربوية

مما لا شك فيه أن للقراءة أهمية عظمى في بناء الأمم والحضارات وفب أسباب تقدمها وتغلب ظاهرة القراءة على شعوب الدول المتقدمة والمتحضرة بعكس الدول التي لا توصف بالتقدم والتحضر. وفي هذا السياق تشير آخر الإحصاءات إلى أنّ معدل نشر الكتاب في العالم العربي لم يتجاوز نسبة 7%، وأن نصيب كل مليون عربي من الكتب المنشورة في العالم لا يتجاوز الثلاثين كتابًا، مقابل 584 كتابًا لكل مليون أوروبي و212 لكل مليون أميركي، بحسب تقدير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية (اليونسكو). وتعتبر المقروئية في الجزائر من أهم القضايا الكبرى التي تشغل بال المهتمين، ومنهم من يرى أن نصيب الفرد الجزائري من الكتاب في السنة نصف كتاب، ربما هذا وحده يكفي للإقرار بأن هناك أزمة كتاب.. والطفل الجزائري يقرأ في السنة دقيقتين، وهذا أيضًا مبرِّر للقول بأن هناك أزمة مقروئية، وأنَّ الجزائر تشهد ديناميكية ثقافية منذ بداية الألفية الثالثة، ترجمتها احتفالية الجزائر عاصمة للثقافة العربية، لكنْ هل يُعد هذا الحراك الثقافي مؤشرًا على أن الجزائري بدأ يقرأ، بما في ذلك القراءة الإلكترونية والقراءة الصحفية. بعيدًا عن لغة الأرقام والمعطيات، تتعدد الأسباب والعوامل التي تدفع نحو هذا الوضع، لكنَّ أطراف الكتاب كصناعة والقراءة كثقافة هي ثابتة، وبين القارئ والكاتب، والناشر والمكتبي تتباين التفسيرات وتختلف الرؤى. فالقارئ يرى أزمة المقروئية في تكلفة الكتاب بينما يشخصها الناشر في غياب دعم الوصاية، وهذه الأخيرة تقول إنها تكرّس صندوقًا لدعم الكتاب، فكيف نفسر ذلك، وما هي الأسباب والعوامل التي تجعل "أمة أقرأ" لا تقرأ؟ وكيف نتصدى لهذه الظاهرة؟ ما يحاول هذا البحث هو فهم هذه الظاهرة المقلقة من خلال ملامسة مباشرة لمتغيراتها الفعلية، واستعراض مختلف الأسباب والعوامل التي تنتج حالة النكوص عن القراءة بمدلولاتها وأبعادها المعرفية الواسعة، وتقف إن بشكل مباشر أو غير مباشر وراء العزوف الجزائري عن القراءة، مع وضع مشاريع علاجها من خلال تبني الحلول العملية للتحفيز على القراءة. (الملخص المنشور)