شبكة المعلومات العربية التربوية

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الفروق في التفكير الابتكاري بين الطلاب الصم وضعاف السمع والطلاب السامعين في المرحلة المتوسطة بمنطقة مكة المكرمة. تكوَّنت عينة الدراسة من جميع الطلاب الصم وضعاف السمع الذين يمثلون مجتمع الدراسة في المرحلة المتوسطة بصفوفها الثلاثة (الأول، الثاني، الثالث) بمنطقة مكة المكرمة، وبلغ عدد العينة 204 طلاب من الصم وضعاف السمع تمتد أعمارهم ما بين 12-17 عامًا، حيث كان عدد الطلاب الصم 145 طالبًا، وعدد الطلاب ضعاف السمع 59 طالبًا، أما الطلاب السامعين فقد تم اختيارهم بطريقة العينة العشوائية من المراكز المختلفة بمحافظة جدة التعليمية مع إعطاء الأفضليّة للمدارس التي بها فصول ملحقة للطلاب الصم وضعاف السمع، وبلغ عددهم 204 طلاب تتراوح أعمارهم ما بين 12-17 عامًا، وبالتالي فإن عدد العينة الكلي للبحث كانت 408 طلاب من الصم وضعاف السمع والسامعين. تمثّلت أدوات الدراسة بـ: 1) اختبار تورانس للتفكير الابتكاري الشكل (ب). 2) مقياس تقييم الصفات السلوكية للطلبة المتميزين. بعد معالجة الدراسة، تم التوصل إلى النتائج الآتية: 1) وجود فروق ذوات دلاله إحصائية بين الطلاب الصم وضعاف السمع وأقرانهم السامعين في أبعاد اختبار تورانس للتفكير الابتكاري الشكل (ب) (الطلاقة المرونة، الأصالة، التفاصيل) وفي الدرجة الكلية. 2) تدرجت الفروقات بين الطلاب الصم وضعاف السمع والطلاب السامعين في أبعاد اختبار تورانس الشكل (ب) من الدرجة 10.15 في بُعد الطلاقة، ثم المرونة في المرتبة الثانية، تليها الأصالة بواقع 9.99، 9.17 على التوالي، أما الدرجة الكلية فكانت 8.89، وأقل الفروقات كانت في بُعد التفاصيل والذي بلغت درجته 5.15. 3) مناهج الصم، ومن خبرة الباحث في تدريس الصم وضعاف السمع، مجتزأة من مناهج التعليم العام، ولم توضع وفق احتياج هذه الفئة، حتى لم يبذل أدنى جهد في تنسيقها وإعادة صياغتها، وهذا ساهم بدوره في تدني مستوى التفكير الابتكاري لدى الصم وضعاف السمع. 4) عزلة الأصم وضعيف السمع داخل مجتمع محدود من أقرانه ذوي الإعاقة نفسها، وعدم وعي المجتمع بأهمية لغة الإشارة والتعامل بها مع الأصم، ما يخرجه من عزلته التي فرضت عليه، وهذا ساهم في تحجيم قدرات الأصم الابتكارية. (شمعة)