شبكة المعلومات العربية التربوية

تحاول هذه الدراسة، واستنادا إلى البيانات البيبليومترية وإلى مراجعة الأدبيات، إلقاء الضوء على التعاون العلمي بين الصين والوطن العربي. وهي تهدف إلى إثبات أنّه على الرغم من العدد المتزايد من المنشورات التي تَشَارَك في تأليفها باحثون صينيون وعرب، إلا أن التعاون العلمي ضئيل بين المنطقتين. إن معظم المقالات المشتركة تتلقى التمويل من جهات أميركية وأوروبية. وبما أن نمو التأليف المشترك يرتبط بالمشاريع الدولية (الهندسة، والفلك، والفيزياء، والجيوفيزياء) التي تشارك فيها البلدان العربية وكذلك الصين، يمكن القول بأنّ الصين والبلدان العربية لم تبدأ حتى الآن بعمل مشترك جدي في مجال الأبحاث. وقد بينت الدراسة أنّ هناك منشورات علمية واعدة شارك في تأليفها عرب وصينيون، لكن هذا لا يترجم تلقائياً إلى علاقات تعاون عالية المستوى. كما تناولت الدراسة كذلك بعض أسباب الحاجة إلى التعاون، ولعل أهمها أن الأبحاث لا تشكل أولوية في الأجندات السياسية للدول العربية. فمن أجل تعزيز التعاون، يجب أن يكون لدى الصين والوطن العربي برامج واضحة لتوفير التمويل المؤسسي وتسهيل التعاون بين الباحثين من كلا الجانبين. ومع ذلك، أكدت الدراسة أن الروابط بين الصين والوطن العربي ستظل براغماتية الطابع، وبخاصة في المجالات التقنية والهندسية، مع العلم أنّ الصين هي الشريك المثالي الذي يمكنه توفير تعاون علمي آمن من دون تدخل ثقافي. (شمعة)