شبكة المعلومات العربية التربوية

يحتم التطور التكنولوجي والمعرفي اليوم الاهتمام بالمستقبل ومواجهة التحديات للتطورات المستقبلية الحاصلة للمجتمع، وهو ما شجع وجعل اهتمام المجتمعات بالتربية والتعليم من الأولويات، بعد أن لمست مدى تأثير هذا القطاع على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، وما له من دور فاعل في تغيير واقعها وتطويرها وتفجير طاقاتها الكامنة. ويمكن للتعليم المهني أن يتحمل جزءاً مهماً من هذا التطور والتقدم التكنولوجييْن لأنه المكون الأساسي الأكثر صلة باكتساب المعارف والمهارات التي يحتاج إليها الفنيون والعمال المهرة في معظم قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة، وإيماناً بالدور الكبير الذي يقوم به التعليم المهني في بناء المجتمعات الحديثة وكونه قوة مؤثرة في التنمية الاقتصادية ليسهم في تنمية القوة العاملة. إن واقع التعليم المهني في العراق يعاني من المعوقات، لاسيما المعوقات الإدارية والفنية في المدارس المهنية، وإن إدارات المدارس المهنية كغيرها لا تخلو من المعوقات والمشاكل. لذا ينبغي التصدي لها ووضع الحلول اللازمة لمعالجتها. فمن هنا جاءت مشكلة البحث الحالي في دراسة واقع وتشخيص معوقات التعليم المهني في العراق، وإيجاد الحلول اللازمة من خلال وضع التوجهات المستقبلية لهذا التعليم، إنه يؤدي في العملية التربوية دوراً مهماً في جميع البلدان، كونه يرتبط بالتنمية المباشرة لأي بلد ولعلاقته الوطيدة بسوق العمل، لهذا عدّ قطاع التربية والتعليم المهني من أكبر القطاعات العاملة في المجتمع، ومن أشدها خطورة، لأن عمل هذا القطاع يدخل في صميم حياة الإنسان وقيمه وطموحاته. لكن من خلال البحث والإطلاع على مجريات التعليم المهني في بعض من محافظات العراق تبيّن أن دور التعليم قد يكون مهمشاً علماً أنه لهذا التعليم تاريخاً عريقاً يمتد إلى أكثر من قرن كونه الأول في المنطقة، حيث تتضح أهمية البحث الحالي في أنه يتصدى للمشكلات والمعوقات التي تواجه إدارة التعليم المهني من خلال التعرف على الواقع ووضع الرؤى المستقبلية له، كذلك يمكن لوزارة التربية الاستفادة من نتائج البحث الحالي في إصلاح وتطوير التعليم المهني. هدف البحث إلى التعرف على واقع إدارة التعليم المهني في العراق ومعرفة التوجهات المستقبلية لإدارة هذا التعليم. ولقد تحدد مجتمع البحث بجميع العاملين في مديريات التعليم المهني في العراق المتمثلة بمدراء الأقسام لمديريات التعليم المهني والمشرفين ومدراء الإعداديات المهنية ومدراء الأقسام في الإعداديات والهيئات التدريسية في عدد من محافظات العراق وهي (بغداد، صلاح الدين، واسط، النجف، ذي قار، البصرة) للعام الدراسي 2013-2014. واعتمد الباحث في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق أهدافه. وتكون مجتمع البحث من مجموع أفراده البالغ(7942) فرداً، حيث تم اختيار عينة البحث مكونة من (397) فرداً من المجتمع وبما نسبته (5%) من المجتمع الأصلي، حيث روعي التجانس ما بين أفراد العينة. استخدم الباحث الاستبانة كأداة لجمع المعلومات ولتحقيق أهداف البحث، حيث قام ببناء أداتين: الأولى للتعرف على الواقع، والثانية لوضع توجهات مستقبلية لإدارة التعليم المهني في العراق، وباستخدام أسلوب دلفاي. واستخدم الباحث الوسائل الإحصائية المناسبة للبحث: كنسبة الاتفاق والوسط المرجح والوزن المئوي وغيرها. وقد توصل إلى نتائج عدة، أهمها: عدم وجود سياسة واضحة وأهداف محددة ومفهومه للتعليم المهني بصورة عامة، وإن كانت موجودة فهي أشبه ما تكون غير واضحة المعالم. قلة الأبنية وورش العمل وضعف الهيكل التنظيمي والإداري للتعليم المهني. إن مجال الإشراف والتوجيه المهني نال الدرجة الأولى من حيث الأهمية، وأنه بحاجة إلى إعادة نظر فيه. إن واقع إدارة التعليم المهني في العراق هي دون الوسط. الخروج بعدد من المؤشرات عن واقع التعليم المهني في العراق هي بمثابة نقاط لا بد من الوقوف عندها. (ملخص المؤلف)

The technological and epistemological development necessitates care for the future to face the challenges of the society. That encouraged the interest in the educational communities. After we realized the extent of the effect by this sector on the economic, social, scientific and cultural aspects and the role of interaction in changing their reality and making use of their potential. The professional education program bears some responsibility as the basic component that has most association with the acquisition of skills needed by technicians and skilled workers in the sectors of industry, trade and agriculture. For our belief in the great role played by professional education in building the modern societies as an effective force in economic development of work force.The reality of professional education in Iraq suffers from obstacles, specially administrative and technical, in professional schools. The administrations of professional schools are not without obstacles like any other administration. Therefore, the necessary solutions should be posed. Hence, the importance of the study in diagnosing the reality and obstacle of professional education in Iraq, finding solutions of the problems and putting future perspectives of professional education. The researcher also tackles the importance of the study because education in Iraq faces principal challenges in education that limit its benefits. Professional education has the greatest share in obstacles; in spite of the great role it plays an important role in all the countries as it is related directly to the growth and for its close relation to work market. Therefore, this sector is regarded as the biggest in the work sector because it intervene in the essence of human life, their values and aspirations. However, through reviewing the situation of professional educationist marginalized in some governorates of Iraq even though this professional education extended back more century than ago and has been the first in the region but it suffered in the previous decades.The important of the present lies in that it tackles the problems and obstacles which faces the professional education and putting perspectives to make use of this research by the ministry of ministry of education in the reform. The study also aims at knowing the reality of professional education in Iraq and knowing the future tendencies of the management of this education.The research community was confined to the workers in the directorates of professional education in Iraq represented in the directors of the directorates of professional education and directors and supervisors of the secondary schools and the head of departments in the secondary schools and the teaching staff in a number of governorates in Iraq (Baghdad, Salah Aldin, Wassit, Najaf, Thi-Qar and Basrah) for the academic year 2013-2014.The researcher depended in the descriptive approach to achieve the aims of the study. The community of study consisted of 7942 persons. The sample was chosen from 379 out of individuals in a rate of %5 of the community. The researcher used consistency among the sample remembers, the researcher used the questionnaire form to collect data. He built to instruments one to know the reality and the second to put the future perspectives of the direction of professional education in Iraq by the use of Delfaby’s method. The researcher used the statistical means of the study as a rate of agreement and the percentile weight. The research comes up to the results of study like: The reality of direction of professional education in Iraq is less than average. The field of supervision and direction got the first rank in tears of importance and the need for reconsideration. Coming up with a number of indicators about the reality of professional education in Iraq are points that should be tackled. The experts referred to a number of indicators that are like future perceptive. Then the researcher put a number of suggestions and putting some recommendation. (Author’s abstract)