شبكة المعلومات العربية التربوية

يعالج بحثنا موضوع غايات تعليم التاريخ وأهدافه ويضع علامة استفهام حولها. نجادل بأن تعليم التاريخ ينبغي أن يسعى لتنمية فهم الطلاب التاريخي ومهاراتهم بالإضافة إلى دوره في "البناء الوطني" (nation building)، وإلا قد يمسي تلقينا لفكر جامد. إن المهارات والمفاهيم الأساسية في تعليم التاريخ هي التساؤل عن المسببات والنتائج، والتغير والتواصل، والتأويل، والمغزى، والتمايز والتشابه. عبر تنمية هذه المهارات يصبح الطلاب مجهزين بشكل أفضل لتحدي الآراء المسبقة الموجودة عند طوائفهم ونقدها، ولفهم أوجه الشبه والتمايز بين الطوائف وتقديرها. ولكن التحدي الرئيسي أمام تبني هدف كهذا في تعليم التاريخ يأتي من معارضة الذين يسعون إلى التشديد على "البناء الوطني" ويخافون من أن يؤدي التشديد على المهارات إلى التأثير السلبي على معرفة الطلاب. من أجل معالجة هذا الموضوع السجالي، تولينا في هذه الدراسة تنفيذ مداخلة قصيرة الأمد بحيث تطبق مقاربتان مختلفتان لتعليم التاريخ على تعليم درسين بمحتوى واحد. المقاربة الأولى هي التقليدية التي تركّز على معرفة المضامين وتستعمل بعض الكتب المدرسية التي تعلم حالياً في معظم المدارس في لبنان. والمقاربة الأخرى تتبنى المنهج المبني على التساؤل والتحقيق (inquiry-based) واكتساب المهارات. الأهداف الرئيسية لهذه المداخلة، إذن، هي دراسة المواقف تجاه المقاربتين المختلفتين من حيث الحافز والتفاعل وفهم المفاهيم التاريخية، وقد عرضنا نتائج الدراسة في سياق هذه المقالة. (ملخص المؤلف)